============================================================
الفن الثاني: فرق أمل التميلة وبين المهلب وغيره ما كان، إلى أن وقع الخلاف بينه وبين أصحابه، وكان السبب في ذلك أنه كان يخرج في السرايا، فيخلف رجلأ من بني تميم على العسكر يقال له: المقعطل، وكان فيه فظاظة، فشكث إليه الأزارقة ذلك، فقال: لست أستخلفه عليكم بعدها، ثم خرج في سرية، وأصبح الناس في العسكر، فصلى بهم الفجر المقعطل، فقالوا: أيزعم أنه يستخلفه وقد كذب، لئن رجع لنستتيبنه، فأقبلوا إليه حين انصرف وفيهم عمرو القنا وعبيدة بن هلال، وعبد ربه الكبير، وعبذ ربه الصغير، وصالح بن محراق، فعاتبوه، فقال لهم قطري: جئتموني كفارا حلال الدماء، فقام صالخ فلم يدغ في القرآن موضع سجدة إلا قرأها، وسجد وسجد أصحابة، ثم قالوا: اكفار ترانا؟ تب مما قلت. فقال: يا هؤلاء إنما استفهمتكم، فقالوا: لا بد من توبتك، قال له عبيدة- وكان على رأيه في حب آل العرب-: إنك ان تبت خلعوك، واستخلفوا عبد ربه الصغير، فقبل قوله واعتزل عبذ ربه الصغير في أربعة آلافي، واعتزل عبذ ريه الكبير في تسعة آلاف، وعبد ربه الصغير مولى لبني قيس بن ثعلبة، وعبد ربه الكبير مولى لبني يشكر.
فسار يزيذ بن المهلب إلى عبد ربه الصغير فاقتتلوا برامهومز، فقتلهم يزيد جميعا، وصار قطري إلى طبرستان، وغلب عليها، وهرب إلى صهيد، وعطف المهلب على عبد ربه الكبير فقتله وأنفذ الحجاج سفيان بن أبرد الكلبي، فأجمع معه إلى صهيد، ودخل على قطري فحاربه وهزمه، وعثر به فرسه فقتل، وبايع أصحابه بعده عبيدة بن هلال اليشكري، فسار إليهم سفيان وحاصرهم بقومس زمانا، ثم خرجوا إليه لما اشتد بهم الحصار فقتلوا.
وخرج صالخ بن مسرح التميميي وكان مخالفا للأزارقة، وقال قوم: إنه كان صفريا، وكان لا يرفع بصره إلى السماء تخشعا، وكان خروجه على بشر
पृष्ठ 125