261

तनाही के लेख

مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي

प्रकाशक

دار البشائر الإسلامية بيروت

संस्करण

الأولى

शैलियों

وقد يأتي تفسير العلم العجمي في القرآن بذكر المرادف العربي لمعناه بغير العربي: ومن ذلك أن معنى «جبريل» في العبرية: الشديد القوي، وجاء التعبير عنه في القرآن بذلك، قال تعالى: ﴿علمه شديد القوى (٥) ذو مرةٍ فاستوى (٦)﴾ [النجم: ٥، ٦]. والمرة بكسر الميم وتشديد الراء: بمعنى القوة أيضًا. وكذلك قوله تعالى عن جبريل ﵇: ﴿إنه لقول رسول كريم (١٩) ذي قوة عند ذي العرش مكين (٢٠)﴾ [التكوير: ١٩، ٢٠].
ومثل ذلك ما انتهى إليه المؤلف في أمر «نوح» ﵇، فقد رده بعض مفسري القرآن إلى «النواح» فقالوا: هو من ناح ينوح، وجاء المؤلف فطبق عليه منهجه فرده - اعتمادًا على قواعد اللغة العبرية - إلى معنى التلبث والإقامة، ثم فسره بالسياق القرآني الكاشف، في قوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا﴾ [العنكبوت: ١٤]، وقوله ﷿: ﴿واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت﴾ [يونس: ٧١]، وقوله تباركت أسماؤه: ﴿وجعلنا ذريته هم الباقين (٧٧)﴾ [الصافات: ٧٧].
وثالثة: يذكر المؤلف أن «إسماعيل» ينطق في العبرية «يشمعيل» ومعناه: سمع الله، أو سميع الله، ثم التمس هذا المعنى في سياق القرآن الكريم، فوجده في قوله ﷿ على لسان إبراهيم ﵇: ﴿الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء (٣٩)﴾ [إبراهيم: ٣٩]، وفي قوله ﷿ على لسان الخليل أيضًا وابنه إسماعيل ﵉: ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم (١٢٧)﴾ [البقرة: ١٢٧].
وهكذا يمضي المؤلف بهذا المنهج في تفسير أسماء الأعلام الأعجمية وما يشبهها من أسماء الأجناس والمواضع، وقد أحصى في ذلك واحدًا وستين علمًا أعجميًا أو مختلفًا في عجمته في القرآن، فسرها من القرآن نفسه، تعالى منزله. ثم ذكر أن القرآن لا يفعل هذا فقط، ولكنه يصحح أيضًا لعلماء العبرية وعلماء التوراة، وقت نزوله وإلى يوم الناس هذا، تفسيراتهم اللغوية لمعنى هذا العلم العبراني

1 / 275