الإمام المهدي لدين الله
أحمد بن يحي المرتضى
عليه السلام
[765ه - 840ه]
نسبه الشريف:
هو الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن العفيف بن محمد بن المفضل بن حجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن المنصور بالله يحيى بن الناصر لدين الله أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الإمام الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب الحسني الهدوي
ووالدته الشريفة الفاضلة حصينة بنت محمد بن علي أخت الإمام المهدي علي بن محمد
مولده:
كان مولده في سنة أربع أو خمس وستين وسبعمائة بمدينة((الهان )) أنس قضاء ذمار جنوب صنعاء وتبعد عنها بنحو مائة كيلو مترتقريبا.
نشأته ودراسته :
نشأ على ما نشأ عليه آباؤه الأئمة الهادين فقد كانت حياته الأولى لمدة خمس سنوات أو ست في حجر والدته حتى توفيت رحمها الله ، فاحتضنته أخته الشريفة العالمة دهماء بنت يحي المرتضى وهي مشهورة في التأريخ بعلمها وأدبها ومؤلفاتها ، وبجانب أخته فقد كان أخوه الأكبر يشرف عليه أيضا فتولى إدخاله المكتب لتعلم كتاب الله.
فلما اختتم كتاب الله حفظا بداء يتعلم على يد أخيه في علم العربية فقرأ في النحو والصرف والمعاني والبيان قدر سبع سنين، وانتهى في هذه العلوم إلى غاية.
ثم أخذ في علم الكلام على أخيه الهادي بن يحيى، وتممه على شيخه العلامة محمد بن يحيى بن محمد المذحجي، فسمع (الخلاصة) ونقل (الغياصة) غيبا، ثم قرأ شرح الأصول وألقى عليه شيخه (الغرر والحجول)، ثم انتقل إلى علم اللطيف فقرأ (تذكرة ابن متويه) على شيخه المذكور، و(المحيط) أيضا، ثم انتقل إلى أصول الفقه فسمع عليه (الجوهرة) وحققها، ثم نظمها في منظومة وفي خلال ذلك أخذ في قراءة (المعتمد) في أصول الفقه أيضا ونظمها، ثم انتقل إلى (منتهى السؤل) فقرأه على شيخه أيضا، وسمع أيضا من كتب اللغة (نظام الغريب)، و(مقامات الحريري) وفي خلال ذلك سمع (سنن أبي داود واستجاز كتاب البخاري، ومسلم، وابن ماجة وغيرها من كتب الفقهاء الأربعة وغير ذلك مما يطول شرحه من شيخ الحديث سليمان بن إبراهيم العلوي من تعز العدنية، ثم أخذ في سماع (الكشاف) على الفقيه المقري أحمد بن محمد النجري، وأما علم الفروع فجعل يسمع على أخيه بالليل ما قد جمعه على مشائخه ثم يختصر ما ألقاه عليه صنوه من الكتب التي يقريه فيها ويفتشها حتى ألف كتابا مجلدا مبسوطا مستوفيا للخلاف وكلام السادة ، وأخذ في نقل ما قد جمعه فلما تم ذلك توفي صنوه.
أولاده:
الحسن، وهو مؤلف سيرته لا عقب له، قال العلامة محمد بن علي الزحيف رضي الله عنه: وكان من الفضلاء الأعيان أهل العلم الغزير والإتقان، وشمس الدين، وهو من عباد الله الصالحين والأخيار المفلحين،
قيامه بالأمر
إنه لما مات الإمام صلاح الدين محمد بن علي والإمام المهدي عليه السلام في صنعاء ، ووصل القاضي عبد الله الدواري ومن معه من العلماء من صعدة ، ونصبوا ولد الإمام صلاح الدين محمد بن علي بن محمد، فانزعج لذلك جماعة من الفضلاء، وأشاروا إلى ثلاثة وهم: السيد الناصر بن أحمد بن المطهر بن يحيى، والسيد علي بن أبي الفضائل، والأمام المهدي أحمد بن يحيى فاستحضر بقية العلماء هؤلاء الثلاثة في مسجد جمال الدين واختاروا الإمام المهدي أحمد بن يحيى وبايعه هؤلاء وغيرهم، ثم خرج عليه السلام إلى بيت بوس ثم إلى بيت أرياب ثم عزم إلى آنس وتوقف في جهران ورصابة ونحوها من بلاد آنس ، ثم استقر في معبر وفرق من معه من الجموع وبقي في خواصه فأحاط به عسكر [الإمام] علي بن الإمام صلاح الدين وأسر عليه السلام وقتل جماعة من أصحابه وحبس في صنعاء.
نبذة من حياته في الحبس:
وفي الحبس ألف (الأزهار في فقه الأئمة الأطهار)، وكان يجمع ما صححه لمذهب الهادي عليه السلام ويلقي ذلك على السيد علي بن الهادي وهو يكتبها في أبواب الحبس بجص أو فحم، ثم يتغيبه ويمحوه ويلقي عليه عليه السلام غيره وكذلك حتى أكمله في مدة حولين، وكان السيد علي بن الهادي ممن أسر وحبس مع الإمام عليه السلام ثم أن السيد علي أخرج من الحبس قبل الإمام فكتبه ثم أذن للإمام عليه السلام في الدواة والبياض بعد كتب (الأزهار) فشرع في شرحه المعروف (بالغيث المدرار شرح الأزهار) حتى بلغ البيع وبعد ثلاث سنين من حبسه، أيس الإمام الهادي علي بن المؤيد بن جبريل فدعا إلى الله وبقي في الحبس إلى شعبان سنة إحدى وثمانمائة واجتمع أهل السجن على إخراجه فأخرجوه إلى ثلاء إلى هجرة العين ، وكان بها الفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان، وكان منحرفا عن علي بن صلاح فالتقى الإمام المهدي عليه السلام وآواه، وضيفه وبقي في ثلاء ثلاثة أشهر، ثم دخل إلى صعدة في سنة اثنتين وثمانمائة واجتمع بالإمام الهادي علي بن محمد ، وتعارضا وكل منهما يقول هو الإمام إلا أنها كانت بينهما مودة وألفة، ثم تنقل في البلاد فوصل مسور في سنة ست عشرة وثمانمائة وفيه صنف (الغايات) و(درر الفرائد) ثم شرع في تصنيف (دامغ الأوهام) حتى بلغ الاعتقاد ثم صنف (تكملة الأحكام) من البحر الزخار ثم رحل إلى حراز فأتم (دامغ الأوهام) وألف كتاب (المنهاج)، وغيرها من كتبه وانبسط فيه لإحياء العلوم تصنيفا وتدريسا ثم رجع إلى مسور وفيه ألف (القمر النوار) ثم رجع إلى الظفير .
مصنفات الإمام*
ابتداء الإمام بالتأليف في سنه مبكرة حيث أن أول كتاب ألفه كان في اللغة العربية وهو لم يبلغ العشرين من عمره حين صنف الكوكب الزاهر شرح مقدمة بن طاهر.
اولا: مصنفاته في أصول الدين:
اسم الكتاب
نكت الفرائد في معرفة الملك الواحد 1.
غرر القلائد في شرح نكت الفرائد 2.
القلائد في تصحيح العقائد 3.
الدرر الفرائد في شرح كتاب القلائد في تصحيح العقائد 4.
المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل وملحق به 5.
طبع ملحق بكتاب المنية والأمل التحقيق في الأكفار والتفسيق 6.
رياض الأفهام في لطيف الكلام 7.
دامغ الأوهام في شرح رياض الأفهام في لطيف الكلام 8.
كتاب الإمامة 9.
ثانيا : مصنفاته في أصول الفقه.
اسم الكتاب م
فائق الأصول في ضبط معاني جوهرة الأصول 10.
معيار العقول في علم الأصول 11.
منهاج الوصول إلى شرح معيار العقول 12.
منضومة جوهرة الأصول في علم الأصول 13.
منضومة المعتمد في علم الأصول 14.
ثالثا : مصنفاته في الفقه .
اسم الكتاب م
متن الأزهار في فقه الأئمة الأطهار 15.
شرح كبير في أربعة مجلدات ضخمة الغيث المدرار المفتح لكمائم الأزهار 16.
البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار 17.
الأحكام المتضمنة لفقه ائمة الإسلام 18.
الانتقاد للآيات المعتبرة في الاجتهاد 19.
المستجاد في شرح كتاب الانتقاد للآيات المعتبرة في الاجتهاد 20.
الجواهر المنتقاة من كتب الرواة فيما بني عليه من مسائل الأزهار 21.
عماد الإسلام في شرح حديث الأحكام لفقه أئمة الإسلام 22.
رابعا : مصنفاته في مجال السنة النبوية .
اسم الكتاب م
( خ ) الأنوار في الأثار الناصة على مسائل الأزهار ويسمى (الأنوار المتقى من كلام النبي المختار) 23.
القمر النوار في الرد على المرخصيين في الملاهي والمزمار 24.
25.
خامسا :مصنفاته في علم المواريث .
اسم الكتاب م
الفائض في علم الفرائض 26.
القاموس الفائض في علم الفرائض 27.
سادسا : مصنفاته في اللغة العربية .
اسم الكتاب م
الكوكب الزاهر في شرح مقدمة بن طاهر 28.
الشافية في كشف معاني شرح الكافية 29.
المكمل بفرائد معاني المفصل 30.
تاج علوم الأدب وقانون كلام العرب 31.
إكليل التاج وجوهرة الوهاج 32.
التاج المكلل بجواهر الأداب الكاشف لغوامض كتاب المفصل في صفة الإعراب. 33.
سابعا : مصنفاته في مجال المنطق
اسم الكتاب م
القسطاس المستقيم في علم الحد والبرهان القويم 34.
ثامنا :مصنفاته في علم الطريقة ( التصوف )
اسم الكتاب م
تكملة الأحكام والتصفية من بواطن الآثام. 35.
شفاء الأسقام في شرح كتاب تكملة الأحكام والتصفية من بواطن الآثام. 36.
حياة القلوب في إحياء عبادة علام الغيوب 37.
تاسعا : مصنفاته في علم التأريخ
اسم الكتاب م
الجواهر والدرر في سيرة سيد البشر وأصحابه الغرر وعترته الأئمة الزهر 38.
سلوة الأولياء في سيرة الأنبياء 39.
يواقيت السير في شرح كتاب الجواهر والدرر 40.
تحفة الأكياس في شرح تعيين خلفاء آل أمية وبني العباس 41.
قصيدة الدرة المضيئة في ذكر أئمة العترة المرضية 42.
تزيين المجالس بذكر التحف النفائس 43.
مكنون حسان العرائس 44.
ذكرى الأمجاد من الأباء والأجداد 45.
عاشرا : مصنفات أخرى
اسم الكتاب م
النبوات وما يتعلق بها 46.
الدرر المنيرة في الغريب من فقه السيرة 47.
الخطبة الجميلة 48.
الدافعة للعدوان الهادية لأهل الإيمان 49.
وصيته رضي الله عنه
قال رضوان الله عليه في وصيته: (ويقول هذا العبد الفقير إلى رحمة ربه القدير المهدي لدين الله: أحمد بن يحيى بن رسول الله، أنه أوصى إلى عترته وأسرته، ويوصي بها كل مكلف مربوب، كما أوصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب &وكفى بما وصف الله نبيه حيث قال: &وله مخاطبا لبني الفواطم، وما أحقهم بلزوم تلك المكارم، وأخلقهم بقبول النصح من إمامهم العالم المرشد إلى أعلا المعالم، وهي:
أقام على كسب المعاصي وأخلداتبدل أثواب الدناءة وارتدىأسير المعاصي يوم يلقى محمداولم يخش أن يصلى الجحيم مخلداعن النكر والفحشاء كهلا وأمردابنى لكم بيت التقاء وشيداحماه وقد قامت إلى هدمه العدىتحسى أبوكم دونه جرع الردىوقد أصلحت كفا أبيه فأفسدا إذا ما رأيت الفاطمي تمردافذاك الذي لما اكتسى ثوب عزة فيا سوأتا للفاطمي إذا أتى فلو لم يكن إلا الحياء عقوبة لكان له والله أعظم وازعفقل لبني الزهراء إن محمدا وإن أباكم حيدرا بعده الذي فلا تهدموا بنيان والدكم وقد فشر فتى في العالمين فتى أتى
وقال عليه السلام مناصحا لولده بأبيات لم يسبقه بها سابق، ولم يلحقه إليها لاحق، وهي:
وصية لك من خير الوصيات سبع كتركيبه السبع السماواتعلم الغزير وإخلاص الدياناتقيها ولا تشتغل عنها بلذات نيل المعالي فمن عيش البهيمات اسمع هداك إله الخلق يا ولدي إن المعالي سماوات مركبة عقل وحلم وصبر والأناة مع الثم المروءة فاحرص في ارتقاء مرافكل لذة عيش لا يصاحبها
انتهى ولله دره، وقد اخترت إيرادها إيثارا لواجب النصح نفع الله بها.
وفاته:
عاش أخير أيامه عليه السلام بالظفير ولم يزل بها حتى توفاه الله بالطاعون سنة أربعين وثمانمائة، ومشهده بالظفير مشهور، مزور، معروف رحمة الله عليه .
((المراجع ))
1. الجرافي : عبدالله عبدالكريم / المقتطف من تأريخ اليمن.
2. المؤيد : إبراهيم بن القاسم /طبقات الزيدية الكبرى .
3. الشرفي : القاضي الحسين بن ناصر النيسائي المعروف بالمهلا / مطمح الآمال.
4. الزحيف :محمد بن علي بن يونس المعروف بابن فند / مآثر الأبرار
5. المؤيدي : السيد مجد الدين بن محمد / التحف شرح الزلف . .( معاصر )
6. الوجيه : عبدالسلام عباس / أعلام المؤلفين الزيدية..( معاصر )
7. الشوكاني : محمد علي / البدر الطالع بمحاسن القرن السابع .
8. مشكور : د / محمد جواد / المنية والأمل.
9. الحجري : احمد محمد / بلدان اليمن وقبائلها .
10. الجلال : الحسن بن أحمد / ضؤ النهار المشرق على صفحات الأزهار
11. الحجري : محمد أحمد / معجم بلدان اليمن وقبائلها
पृष्ठ 45