الإمام المجدد المنصور بالله / عبدالله بن حمزه (ع)
ودعوة عبدالله عم سناؤها *** هو القائم المنصور للعلم كارع
نسبه (ع) :-
هو الإمام الأعظم الكبير، والبحر الخضم الغزير، والبدر الأتم المنير، ذو الفضائل المأثورة، والكرامات المشهورة ، والوقائع المذكورة ، البحر الذي لا يوقف له على ساحل، صدر الأماثل، ورب الفضائل، المجدد للدين، والقائم بإحياء شريعة سيد المرسلين، المحيي للشريعة، والمميت للبدع الشنيعة، والرافع راية الشيعة الرفيعة، المثبت قواعد الزيدية، والمفني أعداءهم من الفرق الغوية ، المنصور بالله أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة الجواد بن سليمان الرضى بن حمزة النجيب بن علي العالم بن حمزة النفس الزكية بن أبي هاشم الحسن الإمام الرضى بن عبدالرحمن الفاضل بن يحيى نجم آل الرسول بن عبدالله العالم بن الحسين الحافظ بن القاسم ترجمان الدين بن إبراهيم الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضى بن الحسن السبط بن علي الوصي أمير المؤمنين بن أبي طالب عليهم صلوات رب العالمين.
مولده(ع) :-
لتسع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة (561ه) بقرية (عيشان) من ظاهر همدان.
نشأته(ع) :-
في حجر والده حمزة بن سليمان من فضلاء أهل البيت في عصره، وممن يؤهل للإمامة، نشأ في بيت العلم والزهد والورع والعبادة والشجاعة فأخذ من ذلك الضياء قبسا، ومن تلك المكارم غرسا، مع ما وهب الله له من مواهبه السنية، وعطاياه الهنية، من الفطنة والذكاء، والحفظ والتقى، لم يشتغل في صباه باللعب، ولم يمل إلى اللهو والطرب.
قال الحسين بن ناصر المهلا في (مطمح الآمال):
قال في سيرته: أما زهده فمعروف في سيرته، مشهور من شيمته، يعرفه من خالطه واتصل به من حال الصغر إلى الكبر، وأنه كان كثير الصبر على مضض العيش، مدمنا على الصوم والقيام، وما لمس حراما متعمدا، ولا أكله ولا رضي أكله، وكان يغشى مجالس العلم، ويقتات الشيء اليسير الزهيد، ويؤثر على نفسه الوافدين إليه، والضعفاء والمساكين والغرباء، وكتب كتابا قال فيه: (والله ما رأيت خمرا -يعني في يقظة ولا منام- ولا الملاهي من الطنابير وما شاكلها حتى ظهرت على الجبارين من الغز، وأمرت بكسرها وإراقة خمورها ، ولا أكلت حبة حراما أعلمها، ولا قبضت درهما حراما أعلمه، ولا تركت واجبا متعمدا، وإني لمعروف النشأة بالطهارة، ما كان لي شغل إلا التعليم والدراسة والعبادة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الجهاد في سبيل الله فحاربت الظالمين)..إلى آخر ما قال -عليه السلام-.
ومقاماته في الرأفة والرحمة والعدل والزهد في الدنيا وإيثار الآخرة أشهر من شمس النهار، يتناقله الأخيار ، ويرويه الأبرار في محافل الأخبار. انتهى من مطمح الآمال.
صفته (ع ) :-
كان -عليه السلام- طويل القامة، تام الخلق، دري اللون، حديد البصر حدة مفرطة، أبلج ، كث اللحية كأن شيبها قصب الفضة ، صادق الحدس، قوي الفراسة، كثير الحفظ، فصيحا بليغا، شاعرا مفلقا، شجاعا بطلا، يخوض غمرات الحتوف، ويضرب بسيفه بين الصفوف، وقائعه تشهد بشجاعته، ومواقفه تبين صدق بسالته، يقذف بنفسه في مقدمات الحروب، وترجف لهيبته القلوب، شأنه شأن آبائه المطهرين، وسلفه الأكرمين، في نشر الدين، وإطفاء بدع المبتدعين.
مشائخه(ع) :-
أخذ الإمام -عليه السلام- العلم والمعرفة عن علماء عصره؛ فمنهم: والده عالم أهل البيت في عصره حمزة بن سليمان (ع) في علوم القرآن وغيرها.
ثم ارتحل للقراءة على علامة اليمن أبي الحسن الحسن بن محمد الرصاص، فقرأ عليه في الأصولين والأدب وغيرها، حتى فاق الأقران، وأربى على أهل الزمان، وكان له من الجد والنشاط والهمة العالية في طلب العلم ما لم يكن لغيره من أبناء عصره، حتى بلغ في العلوم مبلغا تحتار فيه الأفكار، وتقصر عنه علوم أولي العلم من جميع الأعصار، وسارت بذكره الركبان في جميع الأمصار.
وقد روى الإمام المنصور بالله -عليه السلام- في أسانيده المباركة، التي عليها مدار أسانيد العترة -عليهم السلام-، وهي قطب رحاها، وواسطة عقدها، فروى البعض بالقراءة، والبعض بالإجازة العامة:
عن شيخه الحسن بن محمد الرصاص -رحمة الله عليه-.
وعن الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن الوليد القرشي.
وعن الفقيه العلامة علي بن الحسين بن المبارك الأكوع.
وعن الفقيه العلامة حنظلة بن الحسن الشيباني الصنعاني.
وعن بدرالدين الأمير الأجل محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى -عليهم السلام-.
وعن الأمير الكبير شمس الدين الداعي إلى الله يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى -عليهم السلام-.
وعن الفقيه العلامة الزاهد أحمد بن الحسين بن المبارك الأكوع.
فحفظ الإمام المنصور بالله -عليه السلام- علوم آبائه، وعلوم الأمة حتى صار العلم المشار إليه، والكهف المرجوع في المشكلات إليه، فذاع صيته في الآفاق، وامتدت إليه الأعناق.
[الحالة الزمنية التي عاشها الإمام(ع) ناشئا] :-
وكانت الفترة الزمنية التي يعيش فيها الإمام المنصور بالله (ع) أيام قراءته من أشد الفترات الزمنية التي عاشها اليمن، حيث اشتدت فيه الفتن، وتأججت نيرانها، وحصلت الاضطرابات في داخل أوساط أهل اليمن، وتفرقوا أحزابا، حتى خمد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانتشر الفساد حتى كاد يعم جميع اليمن.
ومن المعلوم أن اليمن ذات أهمية بالغة من الناحية التضاريسية، فهي تتمتع بجبالها الحصينة، وأرضها الخصبة، ومياهها العذبة.
ومن الناحية التاريخية: فهي مشهورة بشخصياتها ورجالها الذين خلدوا أسماءهم، ونقشوا سيرهم على صفحات التاريخ القديم والحديث، وأهلها أهل نجدة وشجاعة وبسالة ووفاء.
ومن الناحية الدينية: فهي من أوائل القبائل العربية دخولا في الإسلام، وتمسكا بأهل البيت -عليهم السلام-. وغير ذلك من المقومات المعيشية في اليمن.
فكانت تلك الفترة فترة منافسة بين الدول العظمى والدويلات القائمة في اليمن. فالدولة الأيوبية (الغز) كانت قد بسطت نفوذها في اليمن، وانتشر الفساد، فشربت الخمور، ونكحت الذكور، وعملت أعمال الفجور، أما بالنسبة لما يدور في داخل الساحة اليمنية فكما قال المؤرخ الشامي في (تاريخ اليمن الفكري (3/22): (كانت حسب أقوال المؤرخين قد تمزقت إلى مشيخات ودويلات، فعدن وتعز إلى آل زريع، وذمار ومخاليفها لسلاطين جنب ومشائخها، وصنعاء وأعمالها إلى حدود الأهنوم يحكمها السلطان علي بن حاتم اليامي، وآل دعام يسيطرون على الجوف، والأشراف من أحفاد الإمام الهادي لهم صعدة وما إليها، وشهارة وما صاقبها لأولاد الإمام العياني، والجريب والشرف لسلاطين حجور، وتهامة اليمن للأشراف، وزبيد إلى بلاد حرض يملكها عبدالنبي بن مهدي، وأصبحت كما قال الشاعر:
وتفرقوا فرقا فكل قبيلة *** فيها أمير المؤمنين ومنبر
انتهى.
والذي سنى لهذه الدويلات التكاثر والتفرق هو خمود صوت الإمامة الزيدية في اليمن، فمن سنة (566ه) العام الذي توفي فيه الإمام أحمد بن سليمان إلى سنة (583ه) العام الذي فيه كانت دعوة الإمام المنصور بالله للإحتساب، لم يظهر إمام يضبط الأمور، ويقود الجمهور.
علمه (ع) :-
إن من أوضح الأدلة والحقائق على علم الإمام -عليه السلام- وبلوغه فيه أقصى الغايات، وخوضه في فنونه في بحار الدرايات، ما خلفه لنا من الثروة العلمية ، من المؤلفات العظيمة التي أغنت المكتبة الإسلامية، في شتى فنون العلم في الأصول والفروع والتاريخ والتربية والأشعار وغيرها.
فلسنا بحاجة إلى الاستدلال على هذا الجانب فمؤلفاته -عليه السلام- تنيف على خمسين مؤلفا كما ستعرف ذلك إن شاء الله تعالى.
منها: الشافي، والرسالة الناصحة، وصفوة الإختيار، والشفافة وغيرها. وشهادة علماء عصره ومن بعدهم له -عليه السلام- بنهاية التقدم في فنون العلم والمعرفة.
وتسليم الأميرين الداعيين بدر الدين وشمس الدين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى الإمامة له والبيعة والجهاد معه مع تقدمهما دليل واضح على ذلك.
وأجوبته على المسائل الواردة عليه تبين بلوغه الذروة العليا في العلوم، فلم يبق فن إلا طار في أرجائه، وسبح في أثنائه.
شعره (ع) :-
أما فصاحة الإمام وبلاغته فذلك ظاهر في مؤلفاته وقصائده الشعرية، فقد كان له في الشعر باع طويل، فقد كان -عليه السلام- كما قيل (أفصح الفاطميين)؛ لما كان له من القدرة على نظم الشعر على جميع أنواعه وأوزانه.
ويعتبر شعره -عليه السلام- دراسة كاملة وشاملة لسيرته ولما وقع فيها من الأحداث والحروب وغيرها، قال المؤرخ الشامي:
(الإمام عبدالله بن حمزة شاعر مفلق، وشعره جزل التراكيب، فخم الألفاظ، مطرز بالغريب، وعلى جلال الواثق بنفسه، المتباهي بحسبه ونسبه، وعلمه وأدبه، ومسحة بدوية تلحقه أحيانا بشعراء ما قبل الإسلام..إلى قوله:
وقد اتخذ الإمام عبدالله بن حمزة من الشعر عصا يتوكأ عليها في معاركه الحربية السياسية والمذهبية، ويهش بها على ملوك وسلاطين عصره، وليس هناك من حادثة وقعت له ولا من أمر مارسه، أو كارثة نابته، أو وجد انفعل له ؛إلا وسجله شعرا، ولذلك فهو يعد من المكثرين لا بين شعراء أئمة اليمن -وجلهم كانوا كذلك- بل بين شعراء اليمن عموما) انتهى.
وله ديوان شعر اسمه (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار) وهو مطبوع ، ولم تضمن هذه الترجمة شيئا من شعره لشهرته ولأجل الاختصار.
الدعوة الأولى: دعوة الاحتساب :-
تقدم وصف الحال التي يعيشها اليمن قبل قيام الإمام المنصور بالله -عليه السلام- وانتصابه للأمر، وكانت الزيدية تعيش حالة انتظار للرجل المؤهل للقيام بالأمر المهم، وتخليص اليمن وأهله ما هو فيه من الفتن، إذا بصوت الإمامة الحية تبدأ تدب في روح الجسد الزيدي ليعود إلى الدفاع عن دين الله، وتجديد شرائع الله، وإقامة الحدود، ونصر المستضعفين، فإذا بالشاب الذي طال ما امتدت إليه الأعناق، وشاع صيته في الآفاق، الذي لم يزل في الثانية والعشرين من عمره وقد حاز علوم الاجتهاد، وحفظ علوم الآباء والأجداد، يقوم بدعاء الناس إلى طاعة الله تعالى وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجهاد الظالمين، وإظهار كلمة الحق ودفع الفساد، وذلك في سنة (583ه)، فأجابه أهل الجوفين كافة، فبايعهم (للرضى من آل محمد) لأنه كان طامعا في قيام الأمير الكبير شمس الدين شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد بل كل الخلق طامعون فيه، وكان الإمام -عليه السلام- حريصا مجتهدا على أن يكون من أنصاره، فهذه هي الدعوة الأولى الخاصة التي قام بها -عليه السلام- احتسابا وانتظارا لقائم الآل.
الإمام والأميرين :-
ودارت المكاتبات والرسائل بين الإمام -عليه السلام- والأميرين الكبيرين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى، ثم نهض الإمام متوجها إلى صعدة في مقدار مائة فارس ورجل كثير، فلقيه الأميران في الحقل في جمع كثير من خولان وبني جماعة والأبقور وبني حي وبني مالك وغيرهم، فتحدث معهم الإمام -عليه السلام- ووعظهم، وكان الناس ينتظرون قيام الأمير الكبير يحيى، فدارت مراجعة عرض فيها الأمير الكبير على الإمام البيعة فكره ذلك واستعظمه وقال: (إنما أردت حياة الدين وكرهت إهمال الأمة، وأنت العمدة والقدوة، وكبير أهل البيت الشريف، فإن علمت عذرا يخلصك عند الله سبحانه فأنا بذلك أولى لأنك أكبر أهل البيت -عليهم السلام-) وجرى بذلك خطاب طويل وكان قصد الإمام -عليه السلام- بالحركة في الجوف لينتظم للدين أعوان، وكان يعتقد أنه إذا وصل بأولئك القوم إلى الأمير الكبير ساعده إلى تقلد الأمر.
ثم رجع الإمام -عليه السلام- إلى الجوف، فأصلح الأمور وساس الجمهور ولكنه لم يتشدد التشدد الأول.
وقام الإمام المنصور بالله -عليه السلام - بكثير من الأعمال والحروب في حال الاحتساب، وللإطلاع على تفاصيل ذلك راجع التحفة العنبرية في المجددين من أبناء خير البرية، والجزء الثاني من الآليء المضيئة للشرفي.
الدعوة الثانية (العامة) ، دعوة الإمامة العظمى :-
كان له -عليه السلام- بيعتين:
الأولى: في ذي القعدة سنة (593ه) من الجوف، ثم توجه إلى دار معين من أعمال صعدة فأقام بها أربعة أشهر تنقص أياما، اجتمع إليه فيها العلماء وأورد كل منهم سؤاله وامتحانه، وكانوا نحوا من أربعمائة عالم وفاضل وشريف، فوجدوه بحرا لا ساحل له، واعترفوا له بالفضل والسبق([7]).
والثانية: يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة (594ه) قال الإمام الحسن بن بدر الدين:
و(كانت دعوته بعد أن أحرز خصال الكمال، ونال منها أشرف منال، وكان معروفا بالنشأة الطاهرة، والعلوم الباهرة، والورع المعروف، والكرم الموصوف، والشرف والسخاء والنجدة والوفاء، فاجتمع لاختباره علماء عصره، وسادات وقته، من الأمراء والأشراف، والقضاة والفقهاء وغيرهم من المسلمين ، فناظروه في جميع الفنون، وامتحنوه أشد الامتحان حتى أن عالما واحدا منهم سأله عن خمسة آلاف مسألة في الأصول والفروع وعلوم القرآن والأخبار، وأجابه عنها -عليه السلام- بأحسن جواب.
فلما رأى العلماء وسمعوا عن علمه ما يشهد له العيان، وينطق به الامتحان، ويعجز عنه أرباب البيان سمعوا له وأطاعوا، وأجابوا واتبعوا، وكانت البيعة له -عليه السلام- يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة (594ه)([8]) انتهى.
ثم إن الإمام -عليه السلام- توجه بمن معه من العلماء إلى المسجد الجامع الشريف بصعدة مسجد الهادي إلى الحق -عليه السلام- وقد امتلأ وغص بالعلماء والفضلاء.
فقام الأمير الكبير شمس الدين يحيى بن أحمد(ع) خطيبا في الناس وكان من قوله: ياجميع المسلمين إنا قد أطلنا خبرة هذا الإمام، وشهدنا بفضله، وإنه أحق الناس بهذا المقام، وقد تعينت علينا وعليكم الفريضة، ولزمت الحجة، فهلموا فبايعوا الإمام واستبقوا إلى شرف هذا المقام).
ثم إنه تقدم ومد يده فبايعه الإمام، ثم تقدم صنوه الأمير بدر الدين محمد بن أحمد فبايع، ثم تقدم بعدهما كبار الأشراف وأفاضل العلماء والقضاة وسائر المسلمين، فبايعوا كافة([9]).
فلما قضيت صلاة الجمعة خرج الإمام والأميران إلى ضفة المسجد الشامية والمسلمون، فأقبل من جمعه السوق من أهل صعدة وسائر قبائل العرب من خولان وسنحان وهمدان وغيرهم.
فتقدم الأمير شمس الدين فوعظ الناس وأخذهم باللطف وبين لهم الحق، وكان من كلامه: (أيها الناس لقد جهدنا في حط هذا الأمر عن رقابنا ورقابكم بكل ممكن فما وجدنا إلى ذلك سبيلا، وقد علمتم أن ملوك اليمن قد عرضوا علينا أموالهم، وخيولهم وحصونهم وطاعتهم وحضونا على هذا المقام فلم نساعدهم إلى ذلك لوجود العذر بيننا وبين ربنا، ومع وجود هذا الإمام فلم نجد سبيلا إلى التأخر، وإنما هو الإقدام أو النار) فبايع الناس أفواجا([10]).
ألفاظ البيعة :-
وكانت بيعته -عليه السلام- أن يبسط يده الشريفة ثم يقول للرجل: (أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وموالاة ولينا، ومعاداة عدونا، والجهاد في سبيل الله بين أيدينا) فإذا قال الرجل: (نعم) قال الإمام -عليه السلام-: (عليك بذلك عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذ على نبي من عهد وعقد) فيقول الرجل: (نعم)، فيقول الإمام: (الله على ما نقول وكيل)([11]).
الوفود إلى الإمام (ع) للبيعة :-
ولما ذاع واشتهر في الناس انعقاد البيعة للإمام المنصور بالله -عليه السلام- ومبايعة العلماء له، وتسليم الأمر إياه ، أقبلت إليه الوفود من كل فج عميق من أقطار اليمن مسارعة في الفضيلة، ومسابقة للجهاد بين يديه، والانضواء تحت راية القائم من أهل البيت -عليهم السلام- ليدفع عن الناس ما يصيبهم من الفتن والمحن، وبعضهم وفد إليه رهبة وهيبة لما كان قد اشهر، فوفد إليه السلاطين آل حاتم، وجميع المشار إليهم من ميع مناطق اليمن.
ولاة الإمام (ع) وقواده :-
وبعد أن تم الأمر وعقدت البيعة، قام الإمام -عليه السلام- بتولية الولاة، ووضع القضاة في البلدان، وكان له -عليه السلام- من الولاة والأنصار الذين بذلوا أنفسهم ونفيسهم ومجهودهم في سبيل طاعة الله وطاعة الإمام -عليه السلام-، ونذكر بعضهم:
فمن خيار أنصاره وولاته: الأمير الكبير الداعي إلى الله شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن بحيى عليهم السلام، فقد كان له من الاجتهاد والعناية ما يليق بمثله ، على كبر سنه وضعفه فعمره إذ ذاك في عقد السبعين ، فقد بذل نفسه في سبيل الدعاء إلى الله وإلى طاعة الإمام(ع) وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله حتى تورمت قدماه من السير في بعض ناوحي بلاد المغرب.
ومنهم: الأمير بدر الدين الداعي إلى الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى -عليهم السلام-، ولاه الإمام -عليه السلام-.
وكان الأميران عضدي الإمام -عليه السلام- وأمينيه، ودارت بينهما مراسلات ومكاتبات نثرية وشعرية، تقضي بأكيد المودة وعظيم الصلة بينهم، وكان الإمام يجلهما ويعظمهما ويعرف لهما الحق الكبير.
ومن ولاته وقواده: الأمير الشهير مجد الدين يحيى بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى -عليهم السلام-.
ومنهم: صنوه الأمير الشهيد إبراهيم بن حمزة بن سليمان -عليهم السلام.
والأمير الشهيد علي بن المحسن بن يحيى بن يحيى -رضي الله عنه-.
والأمير صفي الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم -رضي الله عنهم-.
والأمير علم الدين سليمان بن موسى بن داود الحمزي.
والأمير تاج الدين أحمد بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى.
وصنوه الأمير أسد الدين الحسن بن حمزة بن سليمان -عليهم السلام-.
ومنهم: القاضي العلامة ركن الدين يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبدالسلام بن أبي يحيى البهلولي رضي الله عنه.
والقاضي العلامة سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبدالله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي.
ومن ولاته على القضاء: القاضي العلامة محمد بن عبدالله بن حمزة بن أبي النجم.
وولده القاضي عبدالله بن محمد تولى قضاء صعدة بعد موت أبيه.
ومن ولاته على القضاء: القاضي العلامة عمرو بن علي العنسي -رحمة الله عليه- .
ومنهم: القاضي العلامة عبدالله بن معرف، ولي القضاء على وادعة.
ومنهم: القاضي أحمد بن مسعود الربعاني من أصحاب القاضي جعفر -رحمة الله عليه-.
ومنهم: السيد يوسف بن علي الحسني الشهيد.
ومنهم: القاضي عرفطة بن المبارك .
ولم تكن دعوة الإمام المنصور بالله -عليه السلام- مقتصرة على اليمن فحسب، بل بلغت دعوته الأصقاع، وبلغ صيت دولته في كل بلد وذاع، ولم تكن مقصورة على الوطن العربي أو الجزيرة العربية بل أجابتها غيرهم من دول العجم.
فلما بلغت مولك العالم إذ ذاك دعوته سارعوا في إجابتها، وإجراء الأوامر الإمامية المنصورية بها، واستقبلوا رسل الإمام وعماله وأكرموهم.
فمن المناطق التي وصلت إليها دعوته -عليه السلام-:
أولا: مكة المشرفة، وكان أميرها الأمير الفاضل أبو عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم بن عيسى بن الحسن بن سليمان بن علي بن محمد بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام-.
ثانيا: الجيل والديلم، وكان داعي الإمام -عليه السلام- إلى الجيل والديلم الفقيه العلامة محمد بن أسعد المرادي المذحجي.
ثالثا: خوارزم، وكان ملكها علاء الدين شاه شاه [أي ملك الملوك] فكتب له دعوة يدعوه فيها إلى طاعة الله وإلى البيعة، واتصلت به على يد العالم الكبير شيخ الطوائف مجدالدين يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد الجويني الحسيني رحمه الله تعالى.
رابعا: دمشق (حلب)، وملكها غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وردت كتبه إلى الإمام -عليه السلام- سنة إحدى وستمائة والوارد بها رجل من ولد النفس الزكية.
وعلى الجملة الأمر كما قال الفقيه حميد الشهيد -رحمة الله عليه-: (وكان -عليه السلام- قد رزقه الله تعالى من حسن الصيت وارتفاع الذكر، وحسن الأحدوثة، والثناء الجميل، ما قل مثله لمن مضى من أئمة الزيدية -عليهم السلام-) انتهى([12]).
كرامات الإمام (ع) :-
وقد أكرم الله وليه وابن نبيه بكرامات كثيرة تبين عظيم منزلته عند الله تعالى، حكاه المؤلفون لسيرته -عليه السلام- المعاصرون له، أهل الثقة والعدالة والتثبت في الرواية والدراية، وظهرت كراماته -عليه السلام- للخاص والعام، ولزمت الحجة جميع الأنام مصداقا لقوله تعالى: {سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} [فصلت:53]، وسنذكر بعضا منها؛ فمن كراماته -عليه السلام- ما يلي:
1-قصة الطيور:
وهي أن الإمام -عليه السلام- لما دخل صنعاء المرة الثاني رؤي فوق الإمام -عليه السلام- وعسكره طيورا صافة من الثمانية إلى التسعة إلى العشرة بيضاء مخالفة لما عهد من الطيور. روى القصة بهاء الدين أحمد بن الحسن الرصاص([13]).
2-قصة النشاب:
وذلك أنه -عليه السلام- لما دخل صنعاء فتح باب غمدان بشقصة من خشب وكان لا يفتح بمفاتيحه إلا بعد معالجة شديدة([14]).
3-قصة الأكسح:
وهي أن الإمام (ع) لما دخل صنعاء المرة الثانية أتي إليه برجل يمشي على أرباعه، فمسح عليه الإمام فعافاه الله تعالى. قال الفقيه حميد الشهيد في الحدائق: (وقد شاهده خلق جم لا يحصون من أهل المدينة على حالته الأولى والثانية).
4-قصة النور:
وهي أن الإمام دخل شبام كوكبان آخر يوم من جماد الآخرة سنة (594ه) فوقع على الدار نور عظيم ساطع بعد صلاة العشاء الآخرة واستطار في الأرض، وكان في المسجد الجامع شيخ كبير يتعثر في طريقه إذا خرج بعد صلاة العشاء لضعف بصره، فخرج وشاهد النور وقال لجماعة معه: إنني أفرق الليلة بين الحصيمة البيضاء والسوداء، وظن الناس أن ذلك ضوء القمر([15]).
5-قصة فتح ذمار:
وهي أن أهل ذمار رووا أن الإمام لما فتح ذمار شاهدوا عسكرا من خيل ورجال سدت عليهم الآفاق، وريحا عظيمة، كفت وجوههم وأبصارهم حتى منعتهم التصرف في القتال، وأنهم يريدون الرمي بالنشاب فيتساقط من أيديهم، وربما يتكسر في الهواء([16]).
6-قصة الصبي الذي عمي:
وهي ما روي أن الإمام كتب كتابا لصبي قد ذهب بصره فلما تعلق الكتاب فيه، أبصر في الحال وعاد إلى عمله([17]).
7-قصة الخيل:
هي أن الإمام لما دخل صنعاء وأحاطت به جنود الغز وهو في المسجد فلما تفرق الجنود مضى إلى دار أحد الشيعة فأتى حصانه وبغلته وعليهما العدة والسلاح بدون سائق ولا قائد إلى الدار التي فيها الإمام -عليه السلام-([18]).
8-قصة السيل :
وهي أن وردسار أخرب دارا للإمام -عليه السلام- في حوث ثم عاد إلى صنعاء فما تم الأسبوع حتى أنزل الله تعالى سيلا لم يعهد مثله في ذلك العصر، وكان وردسار قد بنى قصرا شامخا وتفنن في عمارته فأخذه السيل وأخذ كثيرا من أمواله ونفائسه جزاء وفاقا([19]).
9-قصة الجراد:
وهي أن البلدان التي كان أهلها يتعدون على الإمام يسلط الله عليهم الجراد يأكل مزارعهم وأموالهم، والمسلمة للإمام فيها من البركة والخير ما ليس في غيرها([20]).
فهذه بعض كراماته وفضائله التي شاهدها معاصروه وازداد بها محبوه حبا، وكانت سببا في توبة البعض الآخر ورجوعهم.
والتحدث عن فضائله لا يسعها مقام
وفي تعب من يحسد الشمس ضوءها *** ويجهد أن يأتي لها بضريب
آثاره المعمارية :-
وقد خلف الإمام -عليه السلام- آثارا معمارية عظيمة قام بها خدمة للإسلام والمسلمين ، لم يخلف قصورا كان يسكنها ، بل خلف آثارا تدل على عظمته وعنايته بأمر الإسلام، ابتنى الحصون الحصينة لتأمين ضعفة المسلمين من النساء والصبيان فيها، والمساجد العظيمة لأفعال الطاعات، والمدارس العلمية لدراسة العلوم الدينية .
إن آثارنا تدل علينا *** فانظروا بعدنا إلى الآثار
ومن أعظم تلك الآثار ما يلي:
1-حصن ظفار:
وقد اختطه الإمام -عليه السلام- وقام بعمارته في شهر شوال سنة (600ه)، وكان قد اختطه قبل ذلك الإمام الناصر أبو الفتح الديلمي -عليه السلام-.
وأشار على الإمام ببنائه جماعة من أصحابه لأن خطر الغز كان قد عظم لكي يلجأوا إليه عند حركة العدو على البلاد، وكان الإمام قد هم بعمارته، وطاف إليها من شوابة، وأتاه في وجه العشي ولم يصعد أعلاه ولم يتأمله حق التأمل وكان قد أضرب عنه، ولما أشاروا عليه ببنائه رأى إعادة النظر فيه، فنهضوا إليه وطلع الإمام أعلاه وطاف أقطاره وأنعم النظر في أمره، فشاهد من الحصانة والمنعة ما رغبه في عمارته. فأعد الآلات وبذل الأموال في عمارته، وكان ابتداء العمل فيه في موضعين:
أحدهما: السور، فقطعت له الصخور الكبار. والثاني: حفر الخندق.
فبقي -عليه السلام- في عمارته ثلاثة شهر وستة عشر يوما ، وسماها (ظفار) فكان اسمه مطابقا لمسماه، فما أسرى منه سرية ولا جهز عسكرا إلا كان الظفر قرينه والنصر خدينه.
وهذا الحصن فيه من الحصانة وتصميم البناء وإحكام الصنعة، ما يدل على حسن تدبير الإمام -عليه السلام- وسياسته.
2-مسجد ظفار: وهو الجامع الذي فيه قبة وقبر الإمام -عليه السلام-، وقد يطلق عليه اسم (المدرسة المنصورية) بظفار، وقد تخرج منها طائفة كبير من العلماء الجهابذة.
3-مسجد حوث: ويقال له الآن (مسجد الصومعة) ويطلق عليه قديما اسم (المدرسة المنصورية) بحوث.
4-مسجد الزاهر في الجوف، وفيه قبر أخيه الشهيد إبراهيم بن حمزة -عليهما السلام-.
5-جامع الحلة من أوطان بني صريم.
6-جامع أتافث.
وتتميز آثاره -عليه السلام- بطابعها المعماري الفريد، ورونقها الجميل الملفت للنظر، ومن مساعيه الحميدة خارج اليمن أنه أمر الأمير قتادة بن إدريس ببناء مشاهد قبور الأئمة -عليهم السلام- كمشهد الإمام الحسين بن علي الفخي -عليه السلام-.
الآثار العلمية ( مؤلفاته عليه السلام ) :-
خلف الإمام المنصور بالله -عليه السلام- ثروة علمية طائلة وكبيرة، ومكتبة إسلامية عظيمة ، أغنت التراث الإسلامي في جميع مجالاته ، وعلى كافة المستويات، ورغم ما عاناه الإمام المنصور بالله من الصعوبات في مدة خلافته، ألف الكثير الطيب من المؤلفات العلمية التي اعتمدها العلماء في عصره وبعده وإلى يوم الناس هذا، وأصبحت من المراجع التي لا يستغني عنها عالم ولا متعلم، وفيها دلالة واضحة على علم الإمام وتبحره وفطنته وألمعيته، وقدرته على الاستنباط والاجتهاد، وقوته على الاستدلال بالأدلة الواضحة الجلية.
ولهذا لما وصلت مؤلفاته إلى الجيل والديلم واطلع عليها علماء وفقهاء الزيدية في تلك النواحي سارعوا إلى بيعته (وتداكوا عليها تداك الإبل العطاش على الحياض) وقالوا: هو أعلم من الناصر.
وهاهي بحمد الله تخرج مؤلفاته إلى حيز الوجود ليعمل الناظر فكره ولبه فيها وفي ما احتملته من العلوم العقلية والنقلية، في الأصول والفروع. وسنذكر مؤلفاته -عليه السلام- على حسب ما تتعلق به من الفنون.
وأول الكتب وأحقها بالتقديم هو (كتاب الشافي) وهو مشتمل على علوم وفنون كثيرة في أصول الدين والفقه والحديث والتاريخ والسير وغيرها ، وهو أربعة مجلدات، طبع بتحقيق وعناية وإشراف مولانا الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى.
أصول الدين:
1-أرجوزة الرسالة الناصحة للإخوان. (شعر)
2- شرح الرسالة الناصحة للإخوان.
3-الشفافة رادعة الطوافة. (جواب على الأشعري المصري)
4-العقيدة النبوية في الأصول الدينية.
5- زبد الأدلة في معرفة الله.
أصول الفقه:
1_ صفوة الإختيار في أصول الفقه.
الفقه:
1- المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله (ع).
2-الدر المنثور في فقه المنصور.
3-الرسالة المرتضاة في العهد إلى القضاة.
4-الأجوبة المرضية على المسائل الفقهية.
5-منسك الحج.
6-مصباح المشكاة في تثبيت الولاة.
7-الرسالة المشيرة في ترك الإعتراض على السيرة.
الرد على الفرق:
1- العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين. (في الرد على الإمامية).
2-الكاشفة للإشكال في الفرق بين التشيع والاعتزال.
3-الرسالة الإمامية في الرد على المسائل التهامية.
4-المجموع من آيات القرآن الشريف المبطل لمذهب أهل التطريف.
5-الرد على المطرفية.
أحكام خاصة:
1-الرسالة الهادية بالأدلة البادية في أحكام أهل الردة.
2-الدرة اليتيمة في أحكام السبي والغنيمة.
3-الرسالة العالمة بالأدلة الحاكمة.
في الحديث والفضائل:
1-الرسالة النافعة بالأدلة القاطعة في فضائل أهل البيت (ع).
2-حديقة الحكمة النبوية في شرح الأربعين السيلقية.
في التفسير:
1-تفسير الزهراوين (البقرة وآل عمران) شرع فيه ولم يكمله.
وله الكثير من الأجوبة على المسائل التي وردت عليه حتى أن مؤلفاته تنيف على السبعين ما بين مؤلف وجواب.
وأما مكاتباته: فله الكثير من المكاتبات إلى ملوك عصره وسلاطين وقته، وإلى أهل ولايته وطاعته، وإلى بعض عماله، وإلى بعض البلدان.
وأما قصائده الشعرية: فهي مجموعة في ديوان (مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار).
وبحمد الله جميع مؤلفاته تحت الطبع وفي طريقها للخروج إلى النور.
وقدجمعت بعض كتبه ضمن المجموع المنصوري ( مجلدان )
1_ http://www.albasair.org/ebooks/Mansuri22/mansuri22_index.htm
2_ http://www.albasair.org/ebooks/Mansuri22/mansuri22_index.htm
وفاة الإمام (ع) :-
ولم يزل الإمام -عليه السلام- خافضا بحسامه وجوه المعتدين، رافعا ببيانه فرائض رب العالمين، حتى قبضه الله عز وجل إليه في شهر محرم الحرام يوم السبت الثاني عشر سنة (614ه)، وعمره اثنان وخمسون سنة وثمانية أشهر واثنتان وعشرون ليلة، وقبر في كوكبان، ثم نقل إلى بكر، ثم نقل إلى ظفار، ومشهده بها مشهور مزور. وكانت مدة إمامته -عليه السلام- تسعة عشر عاما وتسعة أشهر وعشرون يوما.
أولاده (ع) :-
محمد، وأمه دنيا بنت قاسم، وكانت عند الإمام بمنزلة وتوفيت سنة (600ه).
وأحمد وعلي، وأمهما فاطمة بنت يحيى بن محمد الأشل من ولد الهادي إلى الحق -عليه السلام-، وعلي وضعت به أمه سنة (600ه) في شهر رجب يوم الثلاثاء لإثنتي عشرة ليلة من رجب.
وجعفر، أمه نعم بنت سليمان بن مفرح الضربوه.
وإدريس، أمه منعة بنت السلطان الفضل بن علي بن حاتم ودرج صغيرا.
وحمزة، درج صغيرا، وإبراهيم، وسليمان، والحسن، وموسى، ويحيى، والقاسم، وفضل درج صغيرا، وجعفر وعيسى لا عقب لهما، وداود، وحسين درج صغيرا.
وله -عليه السلام- إلى الكثير من أبنائه قصائد شعرية يحثهم فيها على طلب العلم وعلى الجاهد في سبيل الله والقيام بأمره، وهي مذكورة في ديوانه -عليه السلام- وقد أورد شطرا منها الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه عيون المختار من فنون الأشعار والآثار.
إنتهى .
---------
([7]) اللآلئ المضيئة للشرفي الجزء الثاني (خ)، الحدائق الوردية (خ).
([8]) أنوار اليقين (خ).
([9]) التحفة العنبرية (خ)، اللآلئ المضيئة، نقلا عن السيرة المنصورية.
([10]) التحفة العنبرية (خ)، اللآلئ المضيئة (خ).
([11]) الحدائق (خ)، التحفة (خ)، اللآلئ المضيئة (خ) عن السيرة.
([12]) الحدائق الوردية (خ).
([13]) رواها الأمير الحسين في الينابيع ص(268)، الحدائق (خ)، وأنوار اليقين وغيرها.
([14]) الأمير الحسين في الينابيع، أنوار اليقين، الحدائق وغيرها.
([15]) الحدائق الوردية (خ).
([16]) الحدائق الوردية (خ).
([17]) أنوار اليقين (خ)، الحدائق (خ).
([18]) أنوار اليقين (خ)، الحدائق (خ).
([19]) السيرة المنصورية.
([20]) السيرة المنصورية.
पृष्ठ 39