============================================================
ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الفماو) ([البقرة:210)، وقوله: فأق الله بنيكنهر مرن القواعد } [النحل: 26).
وأهل البدع يحملونها إذا وردت في القرآن على التأويل الصحيح، ويأبون من حمل الأخبار على مثل ذلك جحذا منهم لسنة المصطفى ي واستخفافا بذوي الهمم الناقلين ويأبى الله إلا أن يتم نوره بحمل معنى النزول على ما لا ينكر في اللسان لأن النزول في اللغة يقتضيي معان، منها كونه بمعنى الانتقال كقوله: وأنزلنا من السماه مء طهورا ((4) (الفرقان: 48)، ومنها بمعنى الإعلام كقوله: نزل يو ألروح الأمين (الشعراء:193)، أي: أعلم به الروح الأمين محمدا، ويكون أيضا بمعنى القول، كقوله: سأزل مثل ما أنزل الله ) (الأنعام: 93)، أي: سيقول مثل قوله، ويكون أيضا بمعنى الإقبال على الشيء، وذلك مستعمل جار في عرفهم، يقولون: فلان أخذ بمكارم الأخلاق ثم نزل منها إلى سفسافها، أي: أقبل منها إلى دنيها، ويتصرف إلى معان غير هذه.
فإذا ثبت ذلك كان ما وصف به الرب من النزول محمولا على أحد هذه المعاني التي لا تقتضي له ما لا يليق بنعته من إيجاب حدث يحدث في ذاته، وهو
पृष्ठ 30