============================================================
السماء إخبار عن جلالته تعالى في نفسها، والسماء قبلة الداعين، كما أن الكعبة قبلة المصلين، فكما لم يدل استقبال الكعبة على أن الله - جلت قدرته - فيها، لم يدل التوجه إلى السماء والإشارة على أن الله سبحانه حال فيها(2).
* وقال الشيخ الإمام أبو محمد عبد الواحد ابن التين الصفاقسي(3) (ت 611ه)ا في شرحه على صحيح البخاري المسمى ب"المخبر الفصيح الجامع لفوائد مسند البخاري الصحيح"، في تفسير قول النبي ى: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوي فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له": اعلم أن صفات القديم إما ان يكون استحقها لنفسه، أو لصفات قامت به، أو لفعل يفعله، ولا يطلق شيء من الألفاظ في أوصافه وأسمائه المتفرعة كما تقدم إلا بعد ورود التوقيف بالكتاب والسنة وعن اتفاق الأمة، ولا مجال للقياس في ذلك بوجه وقل ما يرد من هذه الأخبار من مثل هذا اللفظ - أعني "ينزل" - إلا ونظيره في الكتاب، مثل قوله: وجاء ربك والملك صفا صفا (؟) ([الفجر: 22)، ول{ هل (1) المعلم بفواثد مسلم (ج1/ ص9 33، 276) 2) راجع ترجمته في نزهة الأنظار لمقديش (ج2/ ص297) وتراجم المؤلفين التونسيين (ج6/ ص209)
पृष्ठ 29