============================================================
فمنهم الإمام الحافظ أبو سليمان الخطابي اللكه القائل في شرحه على صحيح البخاري: "اليس معنى قول المسلمين: "إن الله على العرش" هو أنه تعالى مماس له، أو متمكن فيه، أو متحيز في جهة من جهاته؛ لأنه بائن من جميع خلقه(1)، وإنما هو خبر جاء به التوقيف، فقلنا به، ونفينا عنه التكييف؛ إذ ليس كمثله شت* وهو السميع البصير (7)) (الشورى: 11)(2)، ومنهم الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر القرطبي بخالله في كتابه "الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" إذ قال: لو كان البارى تعالى مقدرا بقدر، مصورا بصورة، متناهيا بحد ونهاية، مختصا بجهة، متغيرا بصفة حادثة في ذاته لكان محدثا محتصا، واختصاصه بما اختص به من مقدار وشكل يستدعي خصصا، ولو استدعى مخصصا لكان مفتقرا حادثا، وإذا بطل هذا صح أنه تعالى بلا حد ولا نهاية، وأنه سبحانه قائم بنفسه على معنى آنه مستغن عن مكان يقله أو جسم يحله أو شيء يمسكه أو غير يستعين به، ولا تتغير أوصافه في نفسه بفعله وتركه (3).
ومنهم الإمام عبد الكريم الشهرستاني خاللكه القائل: "لنا دليل شامل يعم إبطال مذاهب المشبهة جملة، فنقول: التقدر بالأشكال والصور والتغير بالحوادث دليل الحدوث، فلو كان الباري تل متقدرا بقدر متصورا بصورة متناهيا بحد ونهاية مختصا بجهة متغيرا بصفة حادثة في ذاته لكان محدثا؛ إذ العقل بصريحه (1) يعني ببائن: مخالف، ولاشك أن الله تعالى مخالف لجيمع خلقه بالذات والصفات والأفعال.
(2) أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، ص4 647. ط 1 6409ه/1988م جامعة أم القرى.
(3) الأسنى (ج2/ ص21)، وراجع أيضا (ج2/ ص743) طبعة دار الصحابة للتراث بطنطا.
2
पृष्ठ 21