وقد يجب ضرورة أن تكون عناية الجسم الالهى مصروفة الى ما ليست كحاله، لا بأن تكون مصروفة اليه على جهة العرض من جميع الجهات. وذلك أنه غير جائز أن تكون عناية شىء بالشىء التابع له ضرورة على جهة العرض، من غير أن يكون لذاته الخاص به فى أمر ذلك من كل جهة من الجهات، من قبل أنه غير عارف أيضا بمبدئه. ولا أيضا عناية الآلهة بهذه الأشياء على القصد الأول من جميع الوجوه حتى تكون أفعالها الخاصة بها من أجل هذه الأشياء.
وذلك أنه ولا واحدة من هاتين الحالتين هى أهل للآلة، فان القول فى أفعال الآلهة التى هى لها على القصد الأول العناية بالأشياء التى هاهنا على أن الأفعال الخاصة بها انما هى لها من أجل وجود الأشياء التى هاهنا ونظامها وأن حركاتها نحو ذلك هو قول خارج عن القياس، اذ كان، كما قلنا مرارا كثيرة، كل ما هو من أجل شىء آخر غيره وهو دون ذلك الشىء وأخس منه.
पृष्ठ 63