وذلك أن سبب خلو هذه المواضع من الأرض من الحيوان والنبات، فقد يجب أن يعتقد أن هذا هو بعينه سبب فقد الأرض بأسرها أيضا لهذين وأنه من الأليق الأولى أن تكون هذه الحادثة فى الأرض كلها لهذا السبب بعينه، من قبل أنه الأليق الأولى أن يكون ما يعرض من تغير المزاج الكائن فى جملة الأرض بأسرها بسبب الحر والبرد والحوادث التى تعرض بسسب هذين أكثر وأشد مما يوجد الآن فى أجزاء ما من الأرض، أعنى المزاج الذى من أجله يصح من أمر بعض أجزاء الأرض أنها غير مسكونة، اما بعضها 〈فلكثرة الحر واما بعضها〉 فلكثرة البرد. وذلك أنه اذا كانت جملة الأرض فى ذلك مجاوزة بأضعاف كثيرة حال جزء جزء منها، فليس يتهيأ أن يتصور التناسب الذى بين الأرض وبين أجزائها فى كثرة الحر والبرد وقلتهما، ولا فى الوهم أيضا، متى ارتفعت الشمس عنها الى فوق وبعدت عنها قليلا.
पृष्ठ 39