وإذا ارتفع الجوهر المتنفس الحساس، 〈لم〉 يوجد الحيوان الذى هو بمنزلة الجنس (من قبل أنه ليس يمكن أن يكون ما ليس بموجود موجودا فى كثيرين)؛ وإن ارتفع الحيوان الذى هو بمنزلة الجنس، لم يجب ضرورة أن يرتفع الجوهر المتنفس الحساس؛ لأنه قد يمكن كما قلت أن يوجد فى واحد؛ فلهذه الأسباب قال أرسطو «إن الحيوان الكلى إما لا يكون شيئا أو يكون ثانيا للاشياء التى يوجد لها».
فهو موجود ثانيا للمعنى الذى عرض فيه، ويكون هو بعينه أيضا أولا لكل واحد من الأشياء 〈الجزئية〉 التى تحته؛ لأنه من جهة ما هو جنس يحمل على كثيرين مختلفين، ومن جهة ما هو جزئى قد يوجد مع كثيرين تحت جنس واحد أو نوع واحد. فلهذا السبب متى ارتفع واحد من الأشياء التى تحت الأمر العامى لم يرتفع الأمر العامى، لأن وجوده فى كثيرين؛ ومتى ارتفع الأمر 〈العامى〉، لم يوجد شىء من الأشياء التى تحته التى إنما وجودها بوجود ذلك العامى فيها.
पृष्ठ 268