قال لي أبو الحزم: انفرد أمير الجيوش أبو العزم، عن رجاله والجنود، عقب بروق ورعود؛ لانتهاز الفرص في الصيد والقنص، فلاحت له على بعد نعامة، كأنها لجسامتها وارتفاعها دعامة، فاقتفى أثرها بلاحق، لا يفوته في مجاله سابق، وجد في طلبها؛ ليسوقها إلى عطبها، وعندما دنا منها وهم بالقبض عليها، سبقه ليث هاصر إليها، وضربها بأظافر، كأنها الخناجر، فقدها نصفين، وشطرها شطرين، فلما رأى ذلك أمير الجيوش، صاحب الوجه البشوش، عبس وبسر، وزاغ منه البصر، وجال على أبي الأشبال جولة الأبطال، وهو يترنم بقصيد، للطائي أبي زبيد:
أفاطم لو شهدت ببطن خبت
وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
إذن لرأيت ليثا رام ليثا
هزبرا أغلبا يغشى هزبرا
تبهنس إذ تقاعس عنه مهري
محاذرة فقلت عقرت مهرا
أنل قدمي ظهر الأرض إني
وجدت الأرض أثبت منك ظهرا
وقلت له وقد أبدى نصالا
अज्ञात पृष्ठ