ثم التفت إلى أخيه وتبسم، وهو بنار الغيظ يتضرم، وقال: يا أخي، لا باعث للغضب، على اللص والبحر والنار ذات اللهب، ولا داعي للاعتراض والإعراض، فإنه جل وعلا منزه عن الأغراض، وإن المقدر في الأول لا يغير، ولا تبديل لقوله تعالى في القرآن الحكيم:
ذلك تقدير العزيز العليم ، فقال له أخوه وقد عبس وبسر، وغاب عنه صوابه وزاغ منه البصر: يا أخي، لا تسح بنا في الأقطار ولا تمرح بنا في الأقاليم والأمصار ولنكف عن السعي في طلب الأرزاق؛ حيث آل أمر ما اكتسبناه إلى السرق والغرق والاحتراق.
لقد نلت أهوال الشدائد كلها
ومارست أحوال الخطوب الكوارب
وذقت حلاوات الزمان ومره
وعلمني حكما دوام التجارب
وأشرعت الأيام نحوي رماحها
كأني عدو للزمان المحارب
ولم أر في أبناء آدم من له
صفاء وداد خالص من شوائب
अज्ञात पृष्ठ