والنفاق في كلام العرب: إظهار الإيمان وإسرار الكفر. وهو الرياء؛ لأن الرياء إظهار الخير وإسرار الشر. والفساق قد أظهروا الفسوق ولم يسروه ويكتموه، فبرئوا بذلك من النفاق، كما أن المراءي إذا أظهر ما في قلبه من الشر فقد بري من الرياء، وصار فاجرا فاسقا، وكذلك المنافقون لو أظهروا ما في قلوبهم من الكفر والنفاق لكانوا مجاهرين بالكفر، وزال عنهم اسم النفاق، ولزمهم اسم الكفر والشرك. فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن أصحاب الحدود من أهل الكبائر ليسوا بمنافقين ولا كفار، وإنما هم فساق ظلمة فجار معتدون، وفي هذا نقض قول من سماهم منافقين من أهل البدع.
पृष्ठ 239