177

क़िले की चट्टान से दृश्य

المنظر من صخرة القلعة

शैलियों

كان لا يزال متبقيا عشرة أيام قبل أن أتمكن من زيارة طبيب المدينة؛ فشغلت تلك الفترة بالرد على الخطابات وتنظيف منزلي وتفحص ملفاتي ودعوة الناس على العشاء. كان شغل نفسي على هذا النحو بدلا من التفكير فيما قد تسميه أمورا أهم وأعمق بمنزلة مفاجأة لي؛ فلم أمارس أي قراءة جادة أو أستمع إلى الموسيقى، ولم أدخل في شردة مضطربة كما أفعل في الغالب، بالنظر من النافذة الكبيرة في الصباح الباكر مع تسلل ضوء الشمس عبر أشجار الأرز. لم أشأ حتى أن أذهب للتمشية بمفردي، رغم أني أنا وزوجي اعتدنا التمشية معا أو التنزه بالسيارة.

خطر ببالي فجأة أنني أود أن أرى السرداب مرة أخرى، وأن أعرف شيئا عنه؛ ومن ثم انطلقنا واثقين - أو واثقين على نحو معقول - من أننا نتذكر الطريق الذي كان عليه. ولكننا لم نجده. فأخذنا الطريق المجاور ولم نجده على هذا الطريق أيضا. قلنا إنه كان يقع في بروس بلا أدنى شك، وكان على الجانب الشمالي من طريق غير ممهد يمتد من الشرق إلى الغرب، وكان ثمة الكثير من الأشجار الدائمة الخضرة بالقرب منه. قضينا فترة ما بعد الظهيرة على مدى ثلاثة أو أربعة أيام في البحث عنه، وانتابتنا حالة من الحيرة والبلبلة. ولكن كعهدنا دائما كنا سعداء بوجودنا معا في هذا الجزء من العالم نتطلع إلى الريف الذي نعتقد أننا نعرفه جيدا والذي دائما ما يفجر لنا مفاجأة من نوع ما. •••

إن المشهد هنا بمنزلة سجل لأحداث تاريخية قديمة؛ فقد تكون بفضل الثلج المتصاعد، والثابت والمنحسر. فقد قام الثلج بغزوات وانسحابات هنا عدة مرات، وكان آخر انحسار منذ حوالي خمسة عشر ألف عام.

منذ عهد قريب للغاية، كما يمكنك أن تقول، اعتدت طريقة بعينها في حساب التاريخ وتقديره.

إن مشهدا جليديا كهذا معرض للخطر؛ فالعديد من معالمه الحدودية المتنوعة مؤلف من الحصى، ومن السهل الوصول إلى الحصى، ومن السهل تفريغه، وهو مطلوب دائما؛ فتلك هي المادة التي تجعل الطرق الخلفية مهيأة للمرور؛ الحصى المأخوذ من التلال المتآكلة، والمدرجات الجبلية المستولى عليها، والتي تحولت إلى حفر في الأرض. وهي أيضا وسيلة للتكسب لدى المزارعين. فمن أولى ذكرياتي ما فعله والدي حين باع الحصى الكائن على السهول على النهر عندنا، واستمتاعنا بمشهد الشاحنات وهي تمر بنا طوال اليوم، وبأهمية اللافتة المعلقة على بوابة منزلنا؛ «يوجد أطفال يلعبون.» كان هؤلاء هم نحن. بعدها وحين رحلت الشاحنات، تلاشى الحصى ولم يتبق سوى المشهد الجديد للحفر والتجاويف التي تحتفظ بداخلها، تقريبا خلال الصيف، ببقايا فيضانات الربيع. ومثل هذه الحفر تنبت في النهاية كتلا من العشب المزهر الخشن، الذي يتحول بعد ذلك إلى حشائش وشجيرات.

في الحفر الحصوية الكبيرة ترى التلال وقد تحولت إلى تجاويف، وكأن جزءا من المشهد قد تمكن بطريقة عشوائية من قلب نفسه بطنا لظهر، وتتموج البحيرات الصغيرة حيث لم يكن من قبل سوى مدرجات أو سهول على جانب النهر. وتنبت في الجوانب المنحدرة للتجاويف في النهاية نباتات خضراء. ولكن مسارات النهر الجليدي تتلاشى إلى الأبد.

لذا فعليك أن تستمر في تبين ما يحدث، واستيعاب ما يحدث من تغييرات، ورؤية الأشياء بينما تدوم وتبقى.

لدينا خرائط خاصة نصطحبها معنا عند السفر، وهي خرائط تباع بصحبة كتاب يسمى «الجغرافيا الطبيعية لأونتاريو الجنوبية»، تأليف ليمان تشابمان ودونالد بوتنام، اللذين نشير إليهما على سبيل رفع الكلفة ، التي لا تخلو من التبجيل والتوقير، ببوت وتشاب. تبين هذه الخرائط الطرق والبلدات والأنهار المألوفة، ولكنها توضح أشياء أخرى كذلك؛ أشياء كانت مفاجئة لي تماما حين رأيتها لأول مرة.

يكفي أن تنظر إلى خريطة واحدة منها - توضح قسما من أونتاريو الجنوبية جنوب الخليج الجورجي - لتجد طرقا وبلدات وأنهارا تظهر، إلى جانب حدود المناطق. ولكن انظر ماذا هناك أيضا؛ رقع بألوان الأصفر الزاهي، والأخضر اليانع، ورمادي البوارج ورمادي طيني أكثر دكانة، والرمادي الفاتح للغاية، وبقع أو مساحات ممتدة أو أذناب رفيعة أو سميكة باللون الأزرق والبني الضارب إلى الصفرة والبرتقالي والأرجواني والقرنفلي الوردي والبني الخمري، إلى جانب مجموعات من النقاط الصغيرة، وشرائط باللون الأخضر تشبه ثعابين العشب. وعلامات ضيقة متناثرة بقلم أحمر.

ما كل هذا؟

अज्ञात पृष्ठ