22
ومكملا له. وقد تجلى تأثير بيفون في تفكيره عندما اقتنع تماما بتلك الفكرة القائلة إنه ليس هناك تصنيف طبيعي بمعنى الكلمة: وهي في ذاتها فكرة تنطوي - سلبيا على الأقل - على مذهب التحول، وذلك لأنها تعني أن الطبيعة تجهل تقسيم الكائنات إلى أنواع وأجناس، وأن المرء لا يستطيع تبعا لذلك أن يهتدي فيها إلا إلى سلالات متعاقبة، أي علاقات سببية. ومع ذلك، تظل لتصنيف الأحياء قيمة نسبية مؤقتة، ولقد صحح «لامارك» ذلك التصنيف الذي قسم لينيه (
Linné ) فيه الحيوانات إلى (ثدييات، وطيور، وبرمائيات، وأسماك، وحشرات وديدان) فجمع الأربعة الأولى في نوع واحد، هو «الفقريات» بينما أقحم بين النوعين الأخيرين أنواعا أخرى هي اللاحشوية (
Coelentéré )، والشوكيات (
échinoderms ) وميز القشريات (
crustacés ) والعناكب (
arachnides ) من الحشرات فكرة السلسلة، ولما أصبح هذا التصنيف أكثر توازنا وتعقيدا على هذا النحو، أوحى إليه بفكرة وجود سلم متصل للأحياء، أي «سلسلة متفرعة» كما أسماها، يحتل الإنسان قمتها، أما بقية الحيوانات فتمثل الأشكال التي تقترب منه تباعا، ولكي نصل إلى مذهب التحول يكفينا التسليم بأن هذه الأشكال تعبر عن مراحل لطريق واحد سلك بالفعل، وبهذا تكون القائمة المنظمة للأجناس قد عبرت «شجرة نسب» الحياة.
التكيف مع البيئة: ويبقى علينا أن نعرف العلة التي أدت إلى التحول، فإذا قارنا بين نماذج معينة لحيوانات متقاربة، ولكنها متباينة، كالصقر والقادوس (
Albatros )، والبجعة والنعامة، والسنجاب وثعلب البحر، والكلب والدلفين (
) وجدنا أن الفارق يرجع إلى التكيف مع البيئة، وتلك هي الفكرة الرئيسية في مذهب «لامارك». (أ) ضمور الأعضاء أو نموها
अज्ञात पृष्ठ