» مثلا، وإنما يرجع إليه الفضل في الكشف عن الوسيلة التي تصبح بها الكيمياء رياضية، ولهذا عرف العنصر الكيميائي تبعا لثبات الوزن فحسب.
ثانيا: منهج علم الطبيعة (3) قواعد «جون استيوارت مل» لا تفسر هذا المنهج
سيطر على منهج علوم الطبيعة - مدة طويلة - وصف خاطئ يرجع إلى جون استيوارت مل (1806-1873م)، الذي عرضه في كتابه عن المنطق (1843م).
4
فلنوضح عنصر البطلان فيه، لكي نستخلص وجه الصواب في ذلك المنهج العلمي.
فلقد نشأ «مل» في جو عقلي مشبع بروح المذهب التجريبي الإنجليزي، على أن خطأ المذهب التجريبي يكمن في اعتقاده أن التجربة تقوم على أساس الإحساس الذي هو سلبي تماما. ولكنا سبق أن أوضحنا أن الإدراك الحسي بعيد عن الإحساس كل البعد، إذ هو ينطوي على قدر غير قليل من التنظيم العقلي، فماذا تقول عن التجربة العلمية؟ إن هذا الخطأ يرجع إلى خطأ آخر، ينحصر في اعتقاد أن الإحساس أو، بعبارة أدق، الواقعة المحسوسة، تنطوي في ذاتها على المعارف التي سنستخلصها منها.
ونتيجة ذلك أن منهج علم الطبيعة، في نظر المذهب التجريبي، هو مجرد اقتطاع من سلسلة التجربة، مع الاحتفاظ بمعالمها الطبيعية، فماذا يكون التفسير؟ إنه الكشف عن علة الظاهرة، والعلة هي «السابقة المطردة غير المشروطة » ومعنى ذلك أنها الظاهرة التي تسبق تلك التي نحن بصدد تفسيرها، والتي تسبقها دائما وتكفي لإيجادها، وبهذا يمكننا استخدام المنطق لاستنباط الطرق والقواعد (
canons ) التي يجب اتباعها في عملية الاقتطاع هذه: (أ)
طريقة الاتفاق: فما دامت العلة هي السابقة المطردة غير المشروطة، فمن الممكن الاهتداء إليها إذا أدركنا أنها هي التي تسبق الظاهرة المراد تفسيرها بإطراد مهما تغيرت الظروف. (ب)
طريقة الاختلاف: ولهذا السبب عينه، يمكن الاهتداء إلى العلة أيضا إذا أدركنا أنها هي التي تختفي إذا لم توجد الظاهرة، وظلت جميع الشروط الأخرى على حالها. (ج)
अज्ञात पृष्ठ