Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

Mohammad Hussain Yaqoob d. Unknown
156

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

प्रकाशक

المكتبة الإسلامية

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

﷿، فبالبصائر يدرك الحق ويعرف، وبالقوى يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه. فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين، والبصر بالتأويل، ففجرت من النصوص أنهار العلوم، واستنبطت منها كنوزها، ورزقت فيها فهمًا خاصًا. كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ وقد سئل: هل خصكم رسول الله ﷺ بشيء دون الناس؟ فقال: لا - والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - إلا فهمًا يؤتيه الله عبدًا في كتابه. فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي أنبتته الأرض، وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية، فإنَّها حفظت النصوص، وكان همها حفظها وضبطها، فوردها الناس، وتلقوها منهم، فاستنبطوا منها، واستخرجوا كنوزها، واتجروا فيها، وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات، ووردها كل بحسبه " قد علم كل أناس مشربهم " [البقرة /٦٠] وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ ... بِفَقِيهٍ " (١)

(١) تقدم تخريجه قريبًا.

1 / 201