Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

Mohammad Hussain Yaqoob d. Unknown
132

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

प्रकाशक

المكتبة الإسلامية

संस्करण संख्या

الثانية

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

ولو أنَّ العلم نزل على قلب به كِبر لزاد به القلب تكبرًا، وكذلك لو كان في القلب عُجب أو غرور أو حب رياسة وظهور، فإنه يزيد بالعلم ما فيه، وتصديق هذا من كتاب الله ﷿ قوله تبارك اسمه: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانًا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانًا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون " [التوبة /١٢٤ - ١٢٥] فالآية الواحدة تكون للمؤمن شفاء وللظالم خسارًا، تزيد المؤمن إيمانًا، وتزيد المنافق مرضًا في قلبه، وهذه من آيات الله، فإن نزل العلم على قلب فيه تواضع زاده تواضعًا، وإن دخل العلم على قلب فيه كبر زاده كبرًا وغرورًا. وقال تعالى: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا " [الإسراء/٨٢] ثمَّ قال جل وعلا: " قل كل يعمل على شاكلته " [الإسراء/٨٤] فلا بد من تطهير القلب وإعداده، وإلا فستكون فتنة، وكم رأينا على الساحة وبين طلبة العلم من كان في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا، نسأل الله العافية، وتمام العافية، ودوام العافية لجميع المسلمين والمسلمات. ولذلك كان السلف - رضوان الله عليهم - لا يُعَلِّمون أحدًا العلم حتى يروِّضُوا نفسه سنين كثيرة، ويظهر لهم صلاحُ نيته.

1 / 175