القحف الطبيعي مستدير إلا أنه ليس بصحيح الاستدارة. وفيه ثقب كثيرة يخرج منها أعصاب كثيرة ويدخل فيها عروق وشرايين. وله نتوء في مقدمه من ناحية الجبهة وفي مؤخره من ناحية الأذنين. وأعظم ثقب فيه هو الذي من أسفل عند نقرة الفقار وهو مخرج النخاع. وهو مؤلف من قطع كثيرة يتصل بعضها ببعض. وملتقى هذه القطع يسمى الشئون. ويتصل به اللحى الأعلى وهو الذي فيه الخدان والأذنان والأسنان العليا، وهو أيضا قطع كثيرة يتصل بعضها ببعض بدروز ثم اللحى الأسفل وهو الذي فيه الأسنان السفلى إلا أنه لا يتصل به اتصال التحام وركز بل اتصال مفصل وذلك أن اللحى الأسفل احتيج منه إلى حركة وسمى موضع اتصال جزئيه الرزفين. وهو أعني اللحى الأسفل مركب سوي الأسنان من عظمين بينهما شأز في وسط الذقن وتحت القحف من ناحية خلف. فيما بينه وبين اللحى الأعلى عظم مركوز قد ملىء به الخلل الحادث من تفنن أشكال هذه العظام ويسمى الوتد. فجميع عظام الرأس إذا عدت خلا الأسنان كانت ثلاث وعشرين عظما، منها ستة تخص القحف وأربعة عشر للحى الأعلى واثنين للحى الأسفل وواحد هو الوتد. والأسنان ستة عشر سنا. في كل لحى منها ثنيتان ورباعيتان ونابان وخمسة أضراس يمنة وخمسة أضراس يسرة. وربما نقصت الأضراس فكانت أربعا. وأصول الأضراس في الفك الأعلى ثلاثة وربما كانت أربعة وأما التي في الفك الأسفل فلها أصلان. وأما سائر الأسنان فإنما لها أصل واحد. فيكون جملة عظام الرأس خمسة وخمسين عظما. ويتصل بالرأس عند الثقب الأعظم وهو مخرج النخاع الخرزة الأولى من خرز العنق وهي سبع خرزات فيها ثقب من الجانبين يخرج منها أعصاب تجيء إلى الجانب الأيمن وإلى الجانب الأيسر من البدن. ويتلو هذه الخرزات خرز الظهر وهي سبع عشرة خرزة أخرى. اثنا عشرة منها تنسب إلى أنها خرز الظهر وذلك أن حد الصدر من الأسفل ينتهي عند قبالتها. وخمس منها هي خرز القطن. فيكون جميع الخرز من لون منبت النخاع إلى حيث عظم العجز أربعا وعشرين خرزة، وربما زادت أو نقصت واحدة في الندرة. ويتصل بالخرز من هذا الموضع عظم العجز وهو مؤلف من ثلاثة أجزاء تشبه الخرز ويتصل به من أسفله عظم العصعص، والجزء الثالث منها بالحقيقة هو العصعص، كأنه غضروف عظمي، وجميع هذه الخرز وتتصل اتصالا مفصليا. ويخرج من ملتقى كل خرزتين من هذه في كل واحد من الجانبين عصبة تمر وتنقسم في ذلك الجانب من البدن ويخرج من الجانب العصعصي عصبة مفردة تنقسم في الموضع الذي هناك. أما من الجانبين فإنه يتصل به أعني بعظم العجز عظما الخاصرتين من كل جانب واحد، وفيهما حق الورك الذي يدخل فيه رأس الفخذ المسمى رمانة الفخذ. وهذه هي هيئة العظام والخرز التي في المؤخر من لدن منبت النخاع إلى منتهى العصعص. فلنرجع الآن ونذكر هيئة العظام الأخر التي من دون الرقبة فنقول: إن دون الرقبة من العظام مما لم نذكرها بعد الترقوتين وعظم الكتف والأضلاع وعظام الصدر وعظام اليد وعظم العانة وعظام الرجل.
فالترقوة عظم محدب الخارج مقعر الباطن يتصل أحد رأسيه مع المنكب ورأس العضد والطرف الآخر يتصل بأعلى الصدر حيث نقرة الحلق. وأما الكتف فإنه من حيث موضوع على الظهر فهو عريض يتصل به رأس غضروفي، ومن حيث أنه يقارب الترقوة، يستدير وله هناك نقرة يدخل فيها رأس العضد.
पृष्ठ 43