(ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، وأغفر لنا إنك على كل شيء قدير، واختم أعمالنا بالحسنى، وأجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وتجارة لن تبور، أنت الله العزيز الغفور)، هذا وبعد تمام السعي إن كنت معتمرا فقد أكملت مناسك العمرة، لم يبق عليك إلا التقصير، وقد جاز لك اللباس لأن السعي بمنزلة رمي جمرة العقبة في الحج، والحلق (أو التقصير) بنمزلة طواف الزيارة ولا يحل للمعتمر النساء، إلا بعد الحلق (أو التقصير) وإذا وطيء لزمه: بدنه، وقيل: شاه، والله أعلم، وقد قيل: شاه فقط، وذلك روي عن الهادي وجده القاسم عليه السلام، وإن كنت قارنا بقيت محرما، وتوجهت يوم التروية إلى منى تبيت فيها ليلة عرفه، والمندوب أن تصل: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، بمنى، وتتوجه إلى عرفات: يوم التاسع، وتقف من بعد الزوال، إلى دخول الليل، وكثير من الناس لا يلتزمون بالعمل بالمناسك، كما يجب، فليتأمل: المكلف لأن الحج ركن من الأركان الخمسة، نسأل الله التوفيق.
النسك الرابع: الوقوف بعرفة
وقته الوقوف من الزوال يوم عرفة، إلى بعد الغروب لمن وقف بالنهار، فمن دخل في عرفة في أي وقت في النهار أجزأه، وإذا دخل فيها في الليل أجزأه ومن وقف في النهار، فلا يخرج منه، إلا بعد دخول الليل وعرفة كلها: موقف، إلا بطن عرفة، وما قرب، إلا موقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو أفضل، فإذا صليت الظهر فأستقبل القبلة، وأدع الله تعالى ولازم الذكر إلى الغروب، وأفضل الدعاء في ذلك اليوم لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير.
पृष्ठ 41