اصافحه وسأله عن حاله وما هو فيه ، ويبدي له التألم من أجله وما ناله عن عدوه الذي كان عنده، ويخبره بكل ما كان بينه وبينه إلا أنه لا يذكر له مساعفته لذلك العدو على الغدر والمكر بالخصم المذكور، ويزين له أقواله وأفعاله ويذكر له أنه رد على عدو لقوله وما يريد من الغدر لعدوه، ويستظهر على ذلك بالايمان المعهودة منه والعهود المألوفة، وغالب أيمانه أنه لا يموت مسلما، ويذكر لذلك الخصم أنه منه ومن جهته اأه في معاضدته وأن الرأي والمشورة أن يقابل عدوه بمكر وخديعة يبديها لذلك الخصم لم تخطر ببال ولم تقع على قلب ()(1) من أهله لها وأجراها على لسانه اويسرها عليه فيركن له ذلك الخصم ويذعن لقوله وينشرح صدره لقبول ما يأتي من قله، ويبدي له ذلك الخصم كل ما عنده وما كان عازما عليه من أمر خصمه، فيرجع امن عنده وقلبه مطمئن وفكره منشرح لوقوع الظفر بخصمه وغلبته، فإذا سمع به خصمه اوانه جاء خصمه من عنده أتاه ليذكر له كل ما جرى بينهما من الرأي ويجعل ذلك كله من رأي خصمه ومكيدته وأنه يترصد له بذلك الدوائر ويغريه على/ أمور تحدث له 166 اويحلف بأيمانه الفاجرة أنه زجر خصمه ولم يره وجها ولا قابله ببشاشة، فيطمئن قلب ذ لك الرجل ويغتر بأيمانه الفاجرة.
لا يزال كذلك دأبه بين الفريقين وشأنه(2) بين الغريمين والخصمين إلى أن اقضي أربه منهما إما برشوة كاملة من أي أنواعها(2) عينا أو ملبسا أو رباعا أو غير ذلك، وإما قضاء وطره من بلوغ أمنية وظفر بعدو وغير ذلك مما يتفق(4) له ويساعده الغدر، حتى اكل الخصمان ويعي الفريقان فيردهما بعد ذلك إلى شيء يصطلحان عليه.
فهذا دأبه وشأنه وما جلبه الله عليه لا أكثر مثله، ولا تقبل منه فرضه ونفله، فما اقبحه من شخص وما أشأمه على الخليقة من شخص، حتى إنه جعله الله لكل قلب زاجرا ورادعا ومنبها بحاله الميشوم(5)، على أن لله الحكم والاختيار والانفراد باختراع (1) ما بين القوسين كلمة غير واضحة في النص.
(2) في الأصل (وسأنه).
(3) في الأصل (أنوعها) (4) في الأصل (يتفلق).
(5) كذا (الميشوم) وهي (المشؤوم) .
अज्ञात पृष्ठ