154

मानशुर हिदाया

शैलियों

أعني تباع السلف - رضي الله عنهم والحقنا بهم بمنه وكرمه - انتهى.

قلت: وهذا في زمنه(1) - رحمه الله - فكيف بمن ذكرناه من أهل هذا الزمان الذي انعدم خيره وعظم شره، فترى الصالح عندهم من تكالب على الدنيا وأكب على احرامها واغتبط فيه ونافس فيه وتملق لأهل الدنيا، ونصب لاستجلاب فائدها(3) شباك الحيل من دعوى الولاية والتعزز بها والتهديد بجاهه وماله من البركة واستعمال الحضرات وإطعام الطعام والاجتماع على ذلك وادعاء الشيخوخة واستخدام التلامذة اواشهار ذكره والإعلان بخبره والنداء باسمه ومائره، وأعظم من ذلك اتخاذ الزئير اوالصراخ واضطراب الجوارح كلها عند الدخول في تلك الحضرة ذريعة وسلما لارتقاء المناصب الدنيوية والأكل بالجاه والدين والتعالي عن عباد الله المسلمين، حتى إن من الم يكن فيه هذا الوصف لا يبالى(3) به من بينهم ولا يلتفت إليه.

اعن الشاطبي عن مالك: ولقد (قال أبو إسحاق الشاطبي في فتواه) (2) : سئل مالك عن قوم يقال لهم الصوفية يأكلون كثيرا ثم يأخذون في القصائد ثم يقومون فيرقصون، فقال مالك: أصبيان هم؟ قال : لا، أمجانين هم؟ قال : لا، قوم مشائخ عقلاء(5)، فقال مالك 2/ - رضي الله عنه -: ما سمعت أن أحدا من أهل الإسلام / يفعل هذا إلا(6) أن يكون اجنونا أو صبيا، ثم قال: ولو فعلوء على جهة اللعب كما يفعله الصبي لكان أخف عليهم مع ما فيه من إسقاط الحشمة وإذهاب المروءة وترك هذي أهل الإسلام أرباب العقول. لكنه يفعلونه على جهة التقرب إلى الله تعالى والتعبد به، وان فعله أفضل من تركه، وهذا أدهى وأمر حيث يعتقدون اللهو واللعب عبادة، وذلك من أعظم البلع المحرمات الموقعة في الضلالة المؤدية إلى النار، والعياذ بالله .

(1) الإشارة إلى أحمد زروق.

(2) كذا (فائدها)، ولعلها (فوائدها) (3) يبالى ، بفتح اللام.

(4) ما بين القوسين زيادة في هامش المتن (5) في الأصل (عقلا).

(6) في الأصل (ولا أن).

अज्ञात पृष्ठ