مقدمة المؤلف
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ﴾ [الإِسراء: ١١١].
والله أكبر، قضى أن لا يعبد خلقه إلا إياه، وهو أحكم الحاكمين، ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: ٥٠].
والصلاة والسلام على من نودي: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾ [المدثر: ١ - ٧]؛ فصدع بالأمر، واحتمل في سبيل الدعوة كل أذى مر، حتى أدى الأمانة، فتركها محجة بيضاء، ليلها كنهارها.
ورضي الله عن آله وأصحابه ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [آل عمران: ١٧٣]، وعن تابعيهم من العلماء العاملين، أولياء الله الصالحين، الذين ورثوا علم الدين عن الأنبياء المرسلين، ودعوا إليه مهتدين، من غير أن يكونوا للأجر من السائلين.