मनहिय्यात
المنهيات
अन्वेषक
محمد عثمان الخشت
प्रकाशक
مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع -القاهرة
प्रकाशक स्थान
مصر
ولذلك قال إبليس حيث خلقت المرأة: فأنت نصف جندي، وأنت موضع سري، وأنت سهمي المسموم الذي أرمي بلك فلا أخطىء. وإنما صارت مسمومة لأنها خلقت من الضلع الذي يجاور موضع الشهوة، من آدم ﵇. فهي من قرنها إلى قدمها شهوة حتى شعرها وظفرها؛ فلذلك أمرت أن تستر كل شيء منها إلا ما ظهر مما لا يمتنع وهو: الوجه والكفان؛ فبالوجه تنظر، وبالرجل تمشي، وباليد تتناول.
ألا ترى كيف حجب الله نساء النبي من المؤمين وقال (وَإِذَا سَأَلتُمُوهُنَّ مَتاعًا فَاسأَلوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجاب) ثم قال: (ذَلِكُم اأطهَرُ لَقُلُوبِكُم وَقُلُوبِهِنَّ) . فرحم الله العباد، فمنعهم النظر إليهن كيلا يقعوا في خيانة الرسول ﷺ، ولا يقعن في خيانة الرسول ﵇. فما ظنك بمن خان محمد ﷺ في أهله ماذا يحل به من الله؟ حدثنا عمر بن أبي عمر، حدثنا سعيد بن أبي مريم المصري، حدثنا نافع بن يزيد، حدثنا خالد بن يزيد، عن عثمان بن سعيد، قال: لقى يحيى ابن زكريا عيسى ﵉، فقال يحيى لعيسى ﵉: يا روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، حدثني.. قال عيسى ﵇: بل أنت فحدثني؛ أنت خير مني؛ أنت روح الله وكلمته تقعد مع الروح؛ فحدثني ما يبعد من غضب الله. قال له عيسى ﵇: لا تغضب. قال: يا روح الله، ما يبدي الغضب ويثبته؟ قال: التعزز، والحمية، والفخر، والعظمة. قال: يا روح الله، هؤلاء شداد كلهن؛ فكيف لي بهن؟ قال:
1 / 129