============================================================
وقال غيره: وأسلمت العرب فتمادى حجهم ونحرهم وأغنى الله ب فضله بالجهاد والظهور على الأمم والعيلة: الفقر، يقال: عال الرجل، يعول عيلة، إذا افتقر.ا قال الشاعر: وما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعول قوله عز وجل: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا رمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون(1).
قتضت هذه الآية قتال أهل الكتاب من اليهود والنصارى حتى يسلموا أو يؤدوا الجزية عن يد وقوله تعالى: ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق(2) لا يطيعون ولا يمتثلون.
ومنه: قول عائشة رضي الله عنها: ما عقلت أبواي إلا وهما يدينان الدين.
والجزية: ما يؤديه المعاهد على عهده، وهي فعلة من جزي يجزي، إذا قضى ما عليه وقوله تعالى: عن يد وهم صاغرون(3).
يدفعها من يده إلى يد من يدفعها إليه كما يقال: كلمته فما بفم(4).
(1) سورة التوبة (الآية: 29) .
(2) سورة التوبة (الآية: 29).
(3) سورة التوبة (الآية: 29) .
(4) وما أذهب إليه في معنى هذه الآية هو ما ذهب إليه ابن عطية ومن قوله عن استسلام منهم وانقياد إذ هذا هو غاية مراد الإسلام ممن خالفه فمن أطاع واستسلم وترك للمسلمين شؤن تصريف دولتهم فلا سبيل لهم عليه
पृष्ठ 73