[91] وليس لذلك الضوء سبب إلا ضوء الشمس الذي هو في هذه الحال على الصفيحة، لأنه إذا تلقى هذا الضوء بالجسسم الأجوف على الوجه الذي تقدم خفي الضوء الذي في جميع نواحي البيت. وليس يجوز أن ينعكس الضوء عن الصفيحة إلا إلى موضع واحد خصوص فقط، وهو الموضع الذي يظهر فيه ضوء الانعكاس في هذه الحال الذي هو متميز منفرز ومع ذلك أقوى من جميع الضوء الذي في جميع نواحي البيت. فليس الضوء الذي يظهر في جميع نواحي البيت هو ضو بالانعكاس.
[92] ثم إن اعتمد المعتبر جسما كثيفا أبيض فقر به إلى الصفيحة وقابلها به على التاريب من غير جهة الانعكاس وجد على الجسم الكثيف ضوءا بينا. ثم إن بعد هذا الجسم عن الصفيحة ضعف الضوء الذي عليه. وإذا قر به أيضا قوي الضوء الذي يظهر عليه. وإن أدار هذا الجسم حوالي الصفيحة من جميع جهاتها غير جهة الانعكاس، وقابل به الصفيحة، وجد الضوء يظهر عليه في جميع الجهات، ومع ذلك يجد الضوء المنعكس على حاله.
[93] ثم إذا رفع الصفيحة وجد الضوء أيضا في جميع نواحي البيت لا يبطل منه إلا الضوء المنعكس فقط. وإن جعل في موضع الضوء جسما أبيض نقي البياض غير صقيل وجد الضوء في جميع نواحي البيت قد قوي وزاد، ولا يجد في البيت ضوءا منعكسا كما كان يجده عن الصفيحة الصقيلة. وإن رفع ذلك الجسم وجعل مكانه جسما أسود أو مظلما فإنه يجد الضوء في جميع نواحي البيت قد انكسف وضعف.
[94] فيتبين من هذا الاعتبار أن الضوء الذي يظهر في جميع نواحي البيت هو ضوء ثان يصدر عن الضوء العرضي الذي حصل في أرض البيت من ضوء الشمس، وأن إشراقه على جميع نواحي البيت ليس هو بالانعكاس.
[95] وكذلك إن اعتبر ضوء القمر على هذه الصفة وجده ينعكس ومع ذلك يشرق في جميع الجهات كما يشرق الضوء عن ضوء الشمس الذاتي.
[96] وكذلك ضوء النار الذي يشرق على الأرض وعلى الجدار وعلى الأجسام الكثيفة إذا اعتبر وجد الضوء يشرق منه في جميع الجهات التي تقابله، ومع ذلك ينعكس عن الأجسام الصقيلة كا ينعكس جميع الأضواء.
पृष्ठ 106