433

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[190] وكذلك إذا كان المبصران اللذان بهذه الصفة مختلفين في المعاني الظاهرة ومتشابهين في النقوش والمعاني اللطيفة فإن البصر يدركهما مختلفين ولا يحس بتشابههما ويكون غالطا في اختلافهما.

[191] والغلط في الحسن وفي القبح وفي التشابه وفي الاختلاف هي أغلاط في القياس، لأن هذه المعاني تدرك بالقياس، ولأن هذه الأغلاط إنما هي لتعويل البصر على المعاني الظاهرة وسكونه إلى نتائجها. وعلة هذه الأغلاط هو فرط الشفيف، لأن المبصرات التي بهذه الصفة إذا كان شفيفها يسيرا، وكان فيها كثافة، فإن البصر يدرك المعاني التي فيها ويدرك حسن الحسن منها وقبح القبيح وتشابه المتشابه واختلاف المختلف على ما هو عليه، ولا يعرض له غلط فيما يدركه منها، إذا كانت المعاني الباقية التي في هذه المبصرات التي بها يتم إدراك المبصرات على ما هي عليه في عرض الاعتدال.

[192]فعلى هذه الصفات وامثالها يكون غلط البصر في القياس من أجل خروج كثافة المبصر عن عرض الاعتدال.

<غلط البصر في القياس من أجل خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال >

.ا.

[193] فأما كيف يكون غلط البصر في القياس من أجل خروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال فإن ذلك يكون في المبصرات التي يدركها البصر في الضباب أو القتام. وذلك يعرض عند غشيان الضباب للموضع وقبيل أن يصل له موضع البصر، أو إذا كان القتام في موضع من الأرض والبصر خارج عن ذلك الموضع. وإدراك المبصرات في الضباب يعرض كثيرا لسكان الجبال والمواضع الشديدة البرد، فإن الضباب يغشاهم كثيرا في الشتاء، وقد يكون في السهول أيضا وفي المواضع المعتدلة الهواء في بعض الأوقات.

पृष्ठ 496