431

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[182] فأما لم يدرك البصر ماء البحر مظلما إذا كان شديد الشفيف فإن ذلك لأن الماء ليس يبلع شفيفه شفيف الهواء وإن كان شديد الشفيف. فإذا أشرق عليه الضوء كان له ظل على أرضه، وكان لبعضه ظل على بعض، وكان قبوله لصورة الضوء ليس كقبول الهواء لصورة الضوء الذي فيه، فيكون الضوء الذي في الجسم المشف الذي هو جسم الماء دون الضوء الذي في الهواء، ولا ينفذ الضوء كنفوذه في الهواء.فإذا لم ينفذالضوء فيه كنفوذه في الهواء، والبصر مع ذلك يدرك الماء للغلظ الذي فيه ويدرك ما في داخل الماء إذا كان مشفا صافي الشفيف، فالبصر يدرك الظل الذي في داخل الماء الذي هو ظل بعضه على بعض. وإذا كان الماء مشفا صافي الشفيف، وكان مع ذلك عميقا، فإن البصر يدرك منه مسافة لها قدر. وإذا أدرك البصر من الماء مسافة لها قدر، وهو يدرك كل جزء من الماء الذي في تلك المسافة مستظلا، فهو يدرك في الماء ظلا ذا سمك مقتدر، فهو يدرك ظلا متضاعفا. وإذا تضاعف الظل صار ظلمة قوية، لأن الظل الذي يدركه البصر هو بمنزلة اللون الرقيق واللون الرقيق إذا تضالعف صار لونا قويا.

[183] ولهذا المعنى نظير في الجسم المشف المتلون، وهو الشراب المشف الرقيق اللون. فإن الشراب الرقيق اللون إذا كب في اناء ظهر في حال انسكابه أبيض أوذا لون خفي، وظهر شفيف ما ينسكب منه ظهورا بينا، وإذا اجتمع ذلك الشراب في إناء كبيرمشف فإنه يظهر لونه قويا صبغا. وإن لم يكن وراءه ضوء قوي ظهر كثيفا. واللون القوي الذي يظهر للشراب الرقيق اللون إذا اجتمع في الإناء إنما يظهر لونا قويا لتضاعف لونه بتضاعف أجزائه. وكذلك الظل الذي يدركه البصر في داخل الماء هوظل رقيق. وإذا كان الماء عميقا كثير السمك تضاعف ذلك الظل الرقيق لتضاعف أجزاء الماء. وإذا تضاعف الظل صار ظلمة قوية. فلذلك يدرك البصر ماء البحر العميق مظلما.

[184] والماء الكدر الذي شفيفه يسير ليس يدركه البصر مظلما لأن الماء الكدر ذو لون ظاهر وكثافة قوية، فليس يدرك البصر من جميعه إلا مسافة يسيرة لقوة لونه وضعف شفيفه، فليس يدرك الظل في داخله لقلة سمك ما يدركه البصر من الظل ولاستظهار لون الماء الذي في تلك المسافة على صورة الظل الذي فيها.

.يو. .يط.

पृष्ठ 494