393

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[87] وقد يعرض الغلط في الملاسة أيضا من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن المبصر إذا كان سطحه خشنا وكانت خشونته يسيرة، وكان خارجا عن سهم الشعاع وبعيدا عنه، وكان البصر ناظرا لى مبصر من المبصرات غير ذلك المبصر وسهم الشعاع على ذلك المبصر الأخر، وكان البصر مع ذلك يدرك المبصر الخشن السطح، فإن البصر إذا أدرك المبصر على هذه الصفة، وكان سطحه خشنا وكانت خشونته يسيرة، فإن البصر يدركه أملس إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بخشونة ذلك المبصر. وذلك لأن المبصر إذا كان خارجا عن سهم الشعاع وبعيدا عنه فليس يدرك البصر صورته إدراكا محققا، ولا يتمكن من تأمله ما دام محدقا إلى غيره. والخشونة اليسيرة ليس يدركها البصر إلا بالتأمل ومن تحقق صورة السطح. فإذا كانت صورة السطح ملتبسة فإن البصر لا يدرك الخشونة اليسيرة التي تكون فيه، ولا يدرك أيضا حقيقة صورة الضوء الذي في سطحه، ولا يتميز له في تلك الحال الفرق بين صورة الضوء الذي في ذلك السطح وبين الضوء الذي يدركه في السطوح الملس للتقارب الذي بينهما إذا كانت الخشونة التي في السطح يسيرة، ولأن الصورة ليس تكون بينة للبصر إذا كانت خارجة عن سهم الشعاع وبعيدة عنه.

[88] وإذا لم يدرك البصر الخشونة التي في سطح المبصر فإنه يظنه أملس، وإذا أدرك السطح الخشن أملس فهو غالط فيما يدركه من ملاسته، وهذا الغلط هوغلط في القياس لأن الملاسة تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان مقابلا لوسط البصر، وكان سهم الشعاع متحركا على سطحه، فإنه يدرك خشونته على ما هي عليه ولا يدركه أملس، إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.

.يب. .يج.

पृष्ठ 456