[83] وقد يعرض الغلط في السكون أيضا من أجل خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال. وذلك أن حجر الرحى إذا كان دائرا وكان الناظر ينظر إلى مبصر من المبصرات غير الرحى وكان محدقا إلى ذلك المبصر وكان سهم الشعاع على ذلك المبصر، وكان حجر الرى خارجا عن سهم الشعاع وبعيدا عنه، وكان البصر مع ذلك يدرك حجر الرحى، فإن البصر إذا أدرك الرحى على هذه الصفة وكانت الرحى متحركة فإنه يدركها ساكنة ولا يدرك حركتها. وذلك لأن حركة الرحى حركة سريعة، وحجر الرحى متشابه الصورة، فإذا تحرك حركة سريعة فليس تظهر حركته وتبدل أجزائه إلا بالتأمل والتفقد. وإذا كانت الرحى خارجة عن سهم الشعاع وبعيدة عنه، وكان الناظر محدقا إلى مبصر آخر ومتأملا لذلك المبصر الآخر فإنه فى تلك الحال ليس يتمكن من تأمل حركة الرحى، ولا تكون صورة الرحى وحركتها بينة للبصر ولا يظهر تبدل الأجزاء للبصر في تلك الحال إذا كانت الرحى بعيدة عن السهم. وإذا كانت حقيقة صورة الرحى والمعاني التي فيها تكون غير بينة للبصر فليس يدرك البصر حركة الرحى في تلك الحال، وإذا لم يدرك حركة الرحى في تلك الحال فإنه يظنها ساكنة.
[84] وإذا أدرك البصر الجسم المتحرك ساكنا فهو غالط فيما يدركه من سكونه فيكون هذا الغلط غلطا في القياس لأن السكون يدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج وضع المبصر عن عرض الاعتدال، لأن الرحى إذا كانت مقابلة لوسط البصر، وكان سهم الشعاع متحركا عليها، فإن البصر يدرك حركتها ولا تخفى عليه حركتها، إذا كانت المعانى الباقية التى فيها فى عرض الاعتدال.
.ي.
पृष्ठ 454