324

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[2] فأما المعاني التي يدركها البصر بالمعرفة والصور التي يدركها البصر <بالمعرفة> فهي جميع المبصرات المألوفة التي قد تكرر إدراك البصر لها ولأنواعها وألفها البصر لكثرة إدراكها. فمنها ما أصل إدراك البصر ها بمجرد الحس، ثم لكثرة تكررها على البصر صار البصر يعرفها في حال إدراكه لها، كأنواع الأضواء وأنواع الألوان، فإن البصر يعرف ضوء الشمس لكثرة تكرره عليه، ويفرق بينه وبين ضوء القمر وبين ضوء النار، وأصل إدراكه لضوء الشمس ولكل واحد من الأضواء إنما هو بمجرد الحس. ويعرف أيضا كل واحد من الألوان المألوفة ويفرق بينها بالمعرفة لكثرة تكرر الألوان المألوفة على البصر، وأصل إدراكه لكل لون من الألوان إنما هو بمجرد الحس، كما تبين في المقالة الثانية، لأن أصل إدراكه إنما هو إدراكه بما هو لون. ومنها ما أصل إدراك البصر لها بالقياس والتمييز ثم لكثرة تكررها على البصر صار البصر يدركها ويعرفها في حال إدراكه لها من غير استئناف قياس وتمييز بل بالأمارات فقط. وهذه هي جميع الصور المركبة التي قد ألفها البصر وكثر إدراكه لها، كصور الحيوانات المألوفة والثمار والنبات والآلات والجمادات وسائر المبصرات المألوفات، وجميع المعاني الجزئية أيضا التي تدرك بقياس وتمييز وتكرر في المبصرات كالأشكال المألوفة التي هي الاستدارة والاستقامة والتثليث والتربيع، وكالملاسة والخشونة، وكظل مخصوص وظلمة مخصوصة وكحسن مخصوص وقبح مخصوص، وما يجري مجرى ذلك من المعاني الجزئية التي تدرك بحاسة البصر، وجميع المعاني الكلية التي توجد في أشخاص كل نوع من أنواع المبصرات كشكل الإنسان وشكل الفرس وهيئة الشجرة وهيئة النخلة وما يجري مجرى ذلك من المعاني الكلية التي توجد في كل نوع من أنواع المبصرات. فإنه قد تبين أن إدراك البصر لهذه المعاني يكون في مبدأ النشوء بالقياس والتمييز، ثم إذا استقرت صورها في النفس صار إدراك البصر لها بالمعرفة من غير استئناف قياس وتمييز في حال الإحساس. وكذلك الصور المركبة التي يكثر تكررها على البصر إنما يدركها البصر في أول رؤيتها بالتمييز والقياس، ثم إذا تكرر إدراكها وألفها البصر صار إدراكه لها بالمعرفة من غير استئناف قياس في حال الإحساس بل بالأمارات فقط.

पृष्ठ 386