[47] فيتبين من هذه الحال أن المبصر الذي يكون بالقياس إلى أحد البصرين مقابلا لوسطه، وبالقياس إلى البصر الآخر مائلا عن الوسط، فإنه يرى اثنين. وذلك لأن صورة النقطة التي تحصل في وسط أحد البصرين تصير إلى المركز، وصورة النقطة التي تكون مائلة عن وسط البصر الآخر تصير في نقطة غير المركز ومائلة عن المركز بحسب ميل النقطة من سطح البصر.
[48] فيتبين من جميع الاعتبار الذي وصفنا والشرح الذي شرحنا بيانا واضحا أن المبصر الذي يلتقي عليه السهمان يرى أبدا واحدا، وأن المبصرات أيضا التي تلتقي عليها الشعاعات المتشابهة الوضع في الجهة وليس بينها في البعد عن السهم اختلاف متفاوت فإن كل واحد منها يرى أيضا واحدا، وأن المبصر الذي تلتقي عليه الشعاعات المتشابهة الوضع في الجهة ومختلفة الوضع في البعد عن السهمين اختلافا متفاوتا فإنه يرى اثنين، وأن المبصر الذي يدرك بشعاعات مختلفة الوضع في الجهة فإنه يرى اثنين وإن تساوت أبعاد الشعاعات الخارجة إليها عن السهمين، ومن جميع ذلك كذلك ما دام السهمان متلاقيين على مبصر واحد.
[49] وجميع المبصرات المألوفة تكون مقابلة للبصرين جميعا والبصران جميعا ينظران إلى كل واحد منها، فسهما البصرين أبدا يلتقيان عليها، والشعاعات الباقية التي تلتقي على كل نقطة منها يكون وضعها في الجهة وضعا متشابها، ولا يكون بينها في البعد عن السهمين اختلاف متفاوت، فلذلك يرى كل واحد من المبصرات المألوفة بالبصرين جميعا واحدا. وليس يرى واحد من المبصرات اثنين إلا نادرا، لأنه ليس يرى واحد من المبصرات اثنين إلا إذا كان وضعه من البصرين وضعا مختلفا اختلافا متفاوتا إما في الجهة وإما في البعد وإما في الجهة والبعد معا، وليس يختلف وضع المبصر الواحد عند البصرين اختلافا متفاوتا إلا في النادر.
[50] فقد تبينت العلة التي من أجلها يرى كل واحد من المبصرات المألوفة بالبصرين جميعا واحدا بالقياس والاعتبار جميعا.
पृष्ठ 361