216

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[141] وإذ قد تبين ذلك فإنا نحرر الآن كيفية إدراك العظم فنقول: إنه قد تبين أن المعول في إدراك أكثر المعاني المحسوسة إنما هو على القياس والتمييز، وأنه لولا القياس والتمييز لم يدرك أكثر المعاني المحسوسة ولم تحرر المعاني المحسوسة عند الحس. والعظم هو أحد المعاني التي تدرك بالقياس والتمييز. والأصل الذي تعتمد عليه القوة المميزة في تمييز مقدار عظم المبصر إنما هو مقادر الجرء من البصر الذي تحصل فيه صورة المبصر. والجزء الذي تحصل فيه صورة المبصر ينحصر ويتقدر بالزاوية التي عند مركز البصر التي يحيط بها مخروط الشعاع الذي يحيط بالمبصر ويحيط بالجزء من البصر الذي تحصل فيه صورة المبصر. فالجرء من البصر الذي تحصل فيه صورة المبصر والزاوية التي يحيط بها مخروط الشعاع المحيط بذلك الجرء هما الأصل الذي لا يستغني التمييز والحس في إدراك عظم المبصر عن الاعتبار بهما وبمقدار كل واحد منهما.

[142] إلا أنه ليس يقتنع التمييز في إدراك العظم باعتبار الزاوية فقط أو اعتبار الجزء من البصر الذي يوتر الزاوية. وذلك أن المبصر الواحد إذا أدركه البصر وهو قريب منه فإن الحاس يدرك الموضع من البصر الذي حصلت فيه صورة ذلك المبصر ويدرك مقدار ذلك الموضع. ثم إذا تباعد ذلك المبصر في الحال عن البصر أدركه البصر أيضا وأدرك الحاس الموضع من البصر الذي تحصل فيه صورته في الحال الثانية وأدرك مقدار الموضع. فإذا تباعد المبصر عن البصر فإن الموضع الذي تحصل فيه صورته من البصر يكون أصغر من الموضع الأول، لأن موضع الصورة من البصر يكون بحسب مقدارالزاوية التي يوترها ذلك المبصر عند مركز البصر، لأن مخروط الشعاع يحيط بالجميع وكلما تباعد المبصر ضاق المخروط المحيط به وضاقت زاوية المخروط وصغر الموضع من البصر الذي تحصل فيه الصورة. فإذا كان الحاس يدرك الموضع الذي تحصل فيه صورة المبصر ويدرك مقدار الموضع فهو يدرك تصاغر الموضع عند تباعد المبصر عن البصر.

पृष्ठ 276