213

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[133] فهيئات أشكال المبصرات التي يدرك البصر تجسمها يكون إدراك البصر ها من إدراكه لهيئات سطوحها ومن إدراكه لأوضاع سطوحها بعضها عند بعض. فالمبصرات التي أجزاؤها مختلفة الوضع يدرك البصر هيئة سطوحها من إدراكه لتحديب المحدب من أجزاء سطوحها وتقعير المقعر واستواء المستوي منها وشخوص ما هو شاخص من أجزاء السطح وغؤور ما هو غائر منها. فعلى هذه الصفات يكون إدراك البصر لهيئات سطوح المبصرات وأشكالها. وإذا أراد الحاس أن يتحقق هيئة سطح المبصر أو هيئة الجزء من أجزاء سطح المبصر فإنه يحرك البصر في مقابلته ويمر سهم الشعاع على جميع أجزائه حتى يحس بأبعاد أجزائه ووضع كل واحد منها عند البصر وأوضاع الأجزاء بعضها عند بعض. فإذا أدرك الحاس أبعاد أجزاء سطح المبصر، وأدرك أوضاع أجزاء سطح المبصر، وأدرك الشاخص من الأجزاء والغائر والمتطامن، فقد أدرك هيئة سطح ذلك المبصر وتحقق شكله. فإن كان ما أدركه من مقادير أبعاد أجزاء سطح المبصرات إدراكا محققا كان ما أدركه من هيئة شكل المبصر إدراكا محققا، وإن كان ما أدركه من مقادير أبعاد أجزاء سطح المبصر إدراكا غير محقق <كان ما أدركه من هيئة شكل المبصر إدراكا غير محقق> وكثيرا ما يغلط البصر فيما يدركه من هيئات سطوح المبصرات وهيئات أشكال المبصرات ولا يحس بغلطه. وذلك أن التحديب اليسير والتقعير والغضون والجحوظ الذي يكون تفاضل أبعاد أجزائه عن البصر تفاضلا يسيرا فر بما لم يدرك البصر تفاضلها وإن كانت أبعادها معتدلة إذا لم تكن قريبة جدا من البصر.

[134] فالمبصرات التي يدرك البصر هيئتها وهيئات سطوحها هي التي يدرك البصر مقادير أجزاء سطوحها ويدرك تفاضل أبعاد أجزائها وتساوي أبعاد أجزائها. والتي يتحقق هيئاتها وهيئات سطوحها هي التي يتحقق مقادير أبعاد وأجزاء سطوحها ويتحقق مقادير تفاضل أبعاد أجزائها. وكذلك أشكال محيطات سطوح المبصرات، وأشكال محيطات أجزاء سطوح المبصرات إنما يتحقق البصر أشكالها إذا كانت على أبعاد معتدلة ويحقق ترتيب نهاياتها وأوضاع أجزاء نهاياتها بعضها عند بعض ويحقق زواياها. وما ليس يتحقق أوضاع نهاياتها ويتحقق زواياها، إن كان فيها زوايا، فليس يتحقق أشكالها. فجميع أشكال المبصرات يدركها البصر على الصفات التي بيناها.

<إدراك العظم>

पृष्ठ 273