199

किताब अल-मनाज़िर

كتاب المناظر

शैलियों

[104] والبصر يدرك ميل السطوح والخطوط ومواجهتها من إدراكه لاختلاف أبعاد أطراف السطوح والخطوط وتشابهها. فإذا أدرك البصر سطح المبصر، وأدرك أبعاد أطرافه، وأحس بتساوي أبعاد أطراف السطح عنه، أو بتساوي أبعاد موضعين متقابلين متساويي البعد عن الموضع الذي يحدق إليه من السطح، أدرك السطح مواجها، وحكمت القوة المميزة بمواجهته. وإذا أدرك البصر سطح المبصر، وأدرك اختلاف أبعاد أطرافه، ولم يجد في السطح موضعين متساويي البعد عن الموضع الذي يحدق إليه من السطح يكون بعداهما عنه متساويين، أدرك السطح مائلا بالاضافة إليه، وحكمت القوة المميزة بميله.

[105] وكذلك أوضاع الخطوط والمسافات المواجهة والمائلة يدرك البصر مواجهة الخط والمسافة إذا أحس ببعدي طرفي الخط أو المسافة عنه متساويين أو بعدي نقطتين من الخط أو المسافة بعداهما عن النقطة التي يحدق إليها من الخط أو المسافة متساويين. ويدرك ميل الخط والمسافة إذا أحس ببعدي طرفي الخط أو المسافة عنه أو بعدي نقطتين متساويتي البعد عن النقطة التي يحدق إليها من الخط أو المسافة مختلفين. وهذا التساوي والاختلاف يدركه الحاس في أكثر الأحوال بالحدس والأمارات. فعلى هذه الصفة يكون إدراك البصر للميل والمواجهة.

[106] وإذا كان السطح أو الخط مواجها للبصر بجملته، فإن كل جزء منه على انفراده ليس يكون مواجها، وليس يكون جزء منه مواجها للبصر على انفراده إلا الجزء الذي عليه السهم في حال المواجهة. فإذا تحرك سهم الشعاع على السطح المواجه أو على الخط المواجه فإن كل جزء يمر به السهم يكون مائلا عليه ما خلا الجزء الأول الذي فيه النقطة التي كان السهم قائما عليها. فيكون كل جزء من أجزاء السطح المواجه والخط المواجه إذا أخذ منفردا كان مائلا ما خلا الجزء الأول الذي قدمنا ذكره. وإذا أخذت جملة السطح وجملة الخط كانت الجملة مواجهة. وإذا كانت النقطة التي عندها يكون السهم قائما على السطح أو الخط في وسط السطح أو الخط كان السطح أو الخط في غاية المواجهة للبصر. وإن كانت النقطة في غير الوسط كان السطح أو الخط مواجها ولكن ليس في غاية المواجهة. وكلما كانت النقطة التي إذا لقيها السهم كان قائما على السطح أو الخط أقرب إلى وسط السطح أو الخط كان السطح أو الخط أشد مواجهة.

पृष्ठ 259