سقى الله أطلالًا بأكثبة الحمى ... وإن كن قد أبدين للناس ما بيا
منازل لو مرت بهن جنازتي ... لقال الصدى يا حاملي أربعا بيا
وقال جميل بن معمر:
أشاقتك المعارف والطلول ... عفون وخف منهن الحمول
نعم وذكرت دنيا قد تولت ... وأي نعيم دنيا لا يزول؟!
وقال حفص الأموي:
ومن جزعي ... والشيب إحكام ذي النهى
بكاء على الأطلال يوم الرواكس
أسائل أطلالًا عفت بعد أهلها ... وغيرها سهك الرياح الروامس
فما أبقت الأيام من عرصاتها ... لمن جاءها غير الرسوم الدوارس
وقال عدي بن الرقاع العاملي:
هل تعرف اليوم ... أم لا تعرف
الطللا
بلى، فهيج لي الأحزان والوجلا
وقد أراني بها في عيشة عجب ... والدهر بينا له حال إذ انفتلا
وقال طفيل بن عوف الغنوي:
لمن طلل بذي خيم قديم ... يلوح كأن باقيه وشوم
محا معروفه قدم الليالي ... ووكاف عزاليه سجوم
وآونة عجاج الصيف حتى ... تنكرت المعالم والرسوم
وقفت به أسائله ودمعي ... يفيض كأنه شن هزيم
(الشن: القربة الخلقة، والإداوة الخلق، هزيم: منكسر) .
وقال حاتم بن عبد الله الطائي:
أتعرف أطلالًا ونويًا تهدما ... كخطك في رق كتابًا منمنما
أذاعت به الأرواح بعد أنيسها ... شهورًا وأيامًا وحولًا محرما
دوارج قد غيرن ظاهر تربه ... وغيرت الأيام ما كان معلما
وغيرها طول التقادم والبلى ... فما أعرف الأطلال إلا توهما
وقال رقيع بن عبيد بن صيفي:
يا صاحبي ألما بي على الطلل ... وحييا قبل طول البين والشغل
وما تحية دار بعد ما درست ... إلا معارف رسم هاج من خبلي
وقال ذو الرمة غيلان بن عقبة بن مسعود:
خليلي عوجا اليوم حتى نسلما ... على طلل بين النقا والأخارم
كأن لم يكن إلا حديثًا وقد أتى ... له ما أتى للمزمن المتقادم
وهل يرجع التسليم ربع كأنه ... بسائفة قفرًا ظهور الأراقم؟!
[السائفة]: منقطع الرمل.
وقال البحتري:
يأبى الخلي بكاء المنزل الخالي ... والنوح في أرسم أقوت وأطلال
وذو الصبابة ما ينفك ينصبه ... وجدًا تأبد آي المنزل الخالي
وقال آخر:
أشاقتك من أرض العراق طلول ... تحمل منها جيرة وحلول
فكيف ألذ العيش بعد معاشر ... بهم كنت عند النائبات أصول
وقال أبو تمام:
طلل الجميع لقد عفوت حميدا ... وكفى على رزئي بذاك شهيدا
دمن كأن البين أصبح طالبا ... دمنًا لدى آرامها وحقودا
أمواقف الفتيان تطوى لم تذب ... شوقًا، ولم تندب لهن صعيدا؟
وقال أبو تمام أيضًا:
تطل الطلول الدمع في كل موقف ... وتمثل بالدمع الديار المواثل
دوارس لم يجف الربيع ربوعها ... ولا مر في أغفالها وهو غافل
فقد سحبت فيها السحائب ذيلها ... وقد أخملت بالنور فيها الخمائل
وقال المتنبي:
أثلث، فإنا أيها الطلل ... نبكي، وترزم تحتنا الإبل
لو كنت تنطق قلت ... معتذرًا
:
بي غير ما بك أيها الرجل
أبكاك أنك بعض من شعفوا ... ولم أبك أني بعض من قتلوا
إن الذين أقمت وارتحلوا ... أيامهم لديارهم دول
وقال أبو نواس:
لمن طلل لم أشجه وشجاني ... وهاج الصبي، لو هاجه لأوان!
بلى، فازدهتني للصبي أريحية ... يمانية إن السماح يماني
وقال آخر، وهو ذو الرمة غيلان:
ما هاج عينيك من الأطلال ... المزمنات بعدك الخوالي
كالوحي في سواعد الحوالي ... غيرها تناسخ الأحوال
وغير الأيام والليالي ... فاستبدلت
والدهر ذو استبدال
من ساكنيها فرق الآجال ... فانظر إلى صدرك ذا بلبال
صبابة للأزمن الخوالي
وقال الصنوبري:
مألف موحش من الآلاف ... هاج عافية لي جوي غير عاف
أحرام صفو الليالي لصب ... ذكرته الأطلال عهد التصافي؟!
عاج يمحو بعض الصبابة ما بي ... ن مغان ممحوة وأثاف
1 / 29