سماع الحديث سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وكان في السابعة من عمره حينئذ١، واستجاز له أبوه من مشايخ بغداد سنة نيف وثمانين)، حيث ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر في تاريخه من مناقب المؤلف ﵀ -٢.وبهذه العناية المبكرة من والد المؤلف، وبما كان له من الهمة والإقبال الكبير والجد والاجتهاد في طلب العلم، فإنه لم يكتف بالأخذ عن مشايخ بلده أو ممن استجاز له والده، وإنما جدّ في السعي والرحلة لطلب العلم، فانتقل من بلده وفارق أهله، وهجر مصالحه ومنافعه رغبة في التزود من معين العلم والمعرفة، والسماع عن ثقات المشايخ وأئمة العلم في مختلف البلدان.
فذكر الحافظ ابن عساكر٣ أن المؤلف ارتحل لطلب العلم وسماع الحديث إلى الموصل٤ وإلى خُوَيّ٥، وإلى مَرَنْد٦.
_________
١ يجوز - عند جمهور المحدّثين - تحَمُّل الصبي للرواية، ولا تجوز الرواية عنه إلا بعد التمييز (ر: النكت على مقدمة ابن الصلاح ٣/٤٦١-٤٧١ للإمام بدر الدين الزركشي، تحقيق د. زين العابدين بن محمد) .
٢ ر: تاريخ دمشق ٦٤/٤٥.
٣ المرجع السابق ٦٤/٤٥.
٤ الموصل: مدينة مشهورة تقع شمال العراق.
٥ خُوَيّ: بلفظ تصغير (خو) - من أيام العرب - وهو واد من وراء نهر أبي موسى، بلد مشهور من أعمال أذربيجان، حصن كثير الخير والفواكه، وينسب إليها الثياب الخوية (ر: معجم البلدان ٢/٤٦٦ لياقوت الحموي) . وقال عنها القزويني: أهلها أهل السنة، والجماعات على مذهب واحد، ليس بينهم اختلاف المذهب (ر: آثار البلاد ص٥٢٧) .
٦ مرند: بفتح أوله وثانيه، من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان. (ر: معجم البلدان ٥/١٢٩) .
1 / 17