قال الله تعالى: ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ﴾ ١، فأمرنا بالاعتبار، وحقيقة الاعتبار في اللغة: هو حمل الشيء على غيره، واعتباره به إما في حكمه أو في قدره أو في صفته.
وروى معاذ ﵁ أن النبي ﷺ قال: "فإن لم تجد في سنة رسول الله؟ " قال: أجتهد رأيي، قال: "الحمد لله الذي وفّق رسول رسول الله"٢. وقد روي في ذلك عن الصحابة ﵃ أيضًا ما صار إجماعًا منهم يطول بذكره الكتاب٣، والله الموفق للصواب.
_________
١ سورة الحشر /٢.
٢ أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ر: منحة المعبود ١/٢٨٦)، وأحمد ٥/٢٣٠،٢٣٦،٢٤٢، وأبو داود ح (٣٥٩٢،٣٥٩٣)، والترمذي ح (١٣٢٧،١٣٢٨) والبيهقي في السنن ١٠/١١٤ وفي المدخل ص٢٠٨ وابن عبد البر في جامع بيان العم ٢/٥٥،٥٦.
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ٢/٢٧٧: لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل. اهـ وقال الترمذي: ليس إسناده عندي بمتصل.
وقال ابن حزم في الإحكام ٦/١٠١١،١٠١٢: "وأما خبر معاذ فلا يحل الاحتجاج به لسقوطه" وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ح (٨٨١) وقال: حديث منكر. وأطال الشيخ ﵀ في دراسة الحديث وبيان علله فراجعه.
٣ للاستزادة من أدلة حجية القياس يراجع: المستصفى: ٣/٥٤٥ وما بعدها، الإحكام للآمدي ٤/٢٤ وما بعدها، المحصول للرازي ٢/٢٤٦، أدلة التشريع المختلف في الاحتجاج بها ص٦٥ وما بعدها د/ عبد العزيز الربيعة.
1 / 79