ومالك، والشافعي، وأحمد، ما به بأس١.
ويظهر لنا - والله أعلم - من ترتيب كلام ابن عساكر عن كتابي المؤلف، أن كتاب (باب المدينة) ألفه أبو زكريا السلماسي أولًا، ثم ألف من بعده كتابه الثاني وهو (منازل الأئمة الأربعة)، وهذا يؤكد ما ذكرناه من قبل في رجوع المؤلف إلى عقيدة السلف وثباته عليها ودفاعه عنها والدعوة إليها، ويؤيد ذلك أيضا ما ذكره الحافظ ابن عساكر في نهاية ترجمة المؤلف بأنه كان يذهب مذهب أحمد بن حنبل في الأصول، وينتحل مذهب الشافعي في الفروع وتلك شهادة مهمة وتزكية عالية من الحافظ ابن عساكر لشيخه السلماسي، ونسأل الله ﷿ للجميع الرحمة والمغفرة في الدنيا والآخرة.
٧- أقوال العلماء الأخرى فيه:
- قال عنه الحافظ ابن عساكر: قدم دمشق سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ونزل دويرة السميساطني، وعقد مجلس التذكير، ... وكانت معه كتب كثيرة، وسماعه فيها قليل٢، وكان له نظم ونثر، وكان ذا ثروة٣.
_________
١ ر: تاريخ دمشق ٦٤/٤٥.
٢ كلام الحافظ ابن عساكر بأن سماع المؤلف السلماسي في كتبه قليل، فيه نظر، فإن المؤلف ﵀ قد ذكر في كتابه الذي بين أيدينا جملة من المصنفات الحديثية والتأريخية وغيرها - وهي كثيرة - وقد صرح المؤلف السلماسي بسماعه لتلك الكتب. (ر: ص ٣١، ٣٢) في مصادر المؤلف في الكتاب.
٣ تاريخ دمشق ٦٤/٤٤،٤٥.
1 / 24