142

मनाज़िल ऐम्मा

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

अन्वेषक

محمود بن عبد الرحمن قدح

प्रकाशक

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

प्रकाशक स्थान

الرياض

نرجو من الله أن يكون قد استجاب ذلك لعلي بن أبي طالب ﵁ فينا، قال: والنعمان بن المرزبان أبو ثابت هو الذي أهدى إلي علي بن أبي طالب ﵁ الفالوذج في يوم النيروز١، فقال: نَوْرِزُونا كل يوم. وقيل: كان ذلك في المهرجان٢ فقال: مَهْرِجُونَا كل يوم٣.

١ النيروز: أول يوم من السنة الشمسية الإيرانية، معرَّب (نَوْروز)، من أعياد الفرس المشهورة. (ر: القاموس المحيط ص ٦٧٧، والمعجم الوسيط ص ٩٦٢) . ٢ المهرجان: احتفال الاعتدال الخريفي، وهي كلمة فارسية مركبة من كلمتين: الأولى: مِهْر، ومن معانيها الشمس أو المحبة، والثانية: جان، ومن معانيها الروح أو الحياة. (ر: القاموس المحيط ص ٨٩٠، المنجد ص ٢٦) . ٣ ذكره الصيمري في أخبار أبي حنيفة ص٢، والخطيب في تاريخ بغداد ١٣/٣٢٦، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٦/٣٩٥، والمقدسي في مناقب الأئمة الأربعة ص٧٥،٧٦. قلت: الخبر غير صحيح، فإن راوي الخبر هو إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، الكوفي القاضي، حفيد الإمام، ضعفه ابن عدي، وقال عن صالح جزرة: ليس بثقة (ر: الكامل في ضعفاء الرجال ١/٣١٤ لابن عدي، ميزان الاعتدال ١/٨٦٦ للذهبي، تهذيب التهذيب ١/٣٥٤، لسان الميزان ١/٣٩٨ لابن حجر) . ووالده حماد بن أبي حنيفة، ضعفه ابن عدي أيضًا، وغيره من قبل حفظه (ر: الكامل في الضعفاء ٢/٢٥٢، لسان الميزان ٢/٣٤٦ لابن حجر) . ومما يدل على بطلان الخبر ما قد يفهم منه إقرار علي ﵁ لعيدي النيروز أو المهرجان، وهذا غير صحيح - وحاشاه ﵁ من ذلك- فمن المعلوم من الدين أن الإسلام قد ألغى أعياد الجاهلية كلها وأبدلها بعيدي الفطر والأضحى المباركين، لما رواه أنس ﵁ قال: كان لأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فلما قدم النبي ﷺ قال: "ما هذان اليومان؟ " قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" أخرجه أبو داود (ح ١١٣٤)، وأحمد (٣/١٠٣)، والنسائي (ح ١٥٥٦)، والحاكم (١/٢٩٤) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: ولا يُعان المسلم المتشبه بهم في ذلك، بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات، غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصًا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم، مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وكذلك أيضًا لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لاسيما إذا كان مما يستعان به على التشبه بهم كما ذكرناه. اهـ (ر: إقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم ٢/٥٠٩، لابن تيمية تحقيق: د. ناصر العقل) .

1 / 164