297

(5) الروحاء (بفتح أوله وبالحاء المهمله): قرية على ليلتين من المدينة بينهما 41 ميلا، والروح والراحة من الاستراحة، وسميت كذلك لانفتاحها ودرسها. ينظر: البكري (معجم ما استعجم)،2/682، والحموي (معجم البلدان) 4/426 حتى تبح أصواتهم من التلبية، والروحاء موضع بين الحرمين(1)، الروحاء قيل: إنها على مرحلة من المدينة، والله أعلم.

ولا يسرف في رفع الصوت أيضا؛ لأن الذي يناجى ليس بأصم، ولا يلح، ولا يسكت، فإن سلم عليه أحد، فلا يرد - عليه السلام - حتى يتم التلبية، ولا يقطع التلبية حتى يستلم الحجر الأسود، وقيل: حتى يقف على باب المسجد، وينظر إلى الكعبة، والله أعلم.

ويقطع التلبية في الحج حين يأخذ في الطواف، ثم يعاود التلبية بعد فراغه من السعي، حتى يقف على جمرة العقبة، ففي بعض آثار قومنا أنه يقطع التلبية إذا زاغت الشمس من يوم عرفة، وقال بعضهم: إذا راح إلى المصلى، واختار بعضهم قول من قال: حتى يرمي جمرة العقبة والله أعلم، وفي آثار قومنا يقطع المحرم بالعمرة من الميقات التلبية إذا دخل الحرم، ويقطعها إذا أحرم من القرب حين يدخل بيوت مكة هذا في آثار قومنا، وأما في آثار أصحابنا، فهو ما قدمنا أولا(2).

مسألة

وإذا شك إنسان في الإحرام بعدما لبى، فإنه لا يشتغل بالشك، فليجدد التلبية، وليمض على وجهه، وإن جهل التلبية، فأهل بالتكبير حتى فرغ، ولم يلب، فإنه يهرق دما، فيما وجدته في آثار أصحابنا، والله أعلم.

__________

(1) كلام مقطوع غير واضح بالمخطوطة الأم (س).

(2) اختلف العلماء في وقت قطع المعتمر التلبية على أقوال منها:

1. أنه يقطعها عند وصوله للحرم، وهذا جاء عن ابن عمر، ونسب إلى المالكية.

2. وقيل: يقطعها عند استلامه للحجر، وهذا نسب إلى الحنابلة، والشافعية، وإليه ذهب المصنف.

3. وقيل: إذا انتهى إلى بيوت مكة، وقيل غير ذلك.

ينظر: ابن حزم، (المحلى)5/ 136، وابن رشد، (بداية المجتهد)، 3/ 313، وابن قدامة، (المغني) 3/401، والشيخ الجيطالي،(قواعد الإسلام) 2/141، وابن عابدين، (رد المحتار)، 2/213.

पृष्ठ 81