175

عليه السلام - قومه، السلام عليك يا من جحده أهل الكتاب، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، السلام عليك يا من وضع الإصر(1) والأغلال التي كانت عليهم عن من صدقه، واتبع النور الذي أنزل معه، السلام عليك يا من جاهد في الله حق جهاده وعبده حتى أتاه اليقين، السلام عليك يا من صدع عن أمر ربه، وأعرض عن الجاهلين، السلام عليك يا من أرسله الله إلى الجن والأنس أجمعين، السلام عليك يا من جاء بالحق، وصدق المرسلين، السلام عليك يا من أرسله الله رحمة للعالمين، السلام عليك يا من نور الله به الدين، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأسكن حبه قلوب المؤمنين.

السلام عليك يا صاحب المنبر، وصاحب الحوض والشفاعة في الحشر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الجن والأنس كافة، أشهد أنك لم تكن ساحرا، ولا كاهنا، ولا مجنونا، ولا كذابا، بل رسول جاء بالصدق، ونطق بالحق، فجزاك الله عنا أفضل ما جزى به نبيا عن قومه، ورسوله عن أمته.

وصلى عليك كما ذكره الذاكرون، وغفل عنه الغافلون، وصلى عليك في الأولين والآخرين، أفضل، وأكمل، وأطهر، وأحلى ما صلى على أحد من خلقه، كما استنقذنا بك من الضلالة، وأبصرنا بك من العماية، وهداك من الجهالة، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك عبده ورسوله، فأشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في سبيل ربك وعبدته حتى أتاك اليقين، فصلى الله عليك، وملائكته عليك، وعلى أهل بيتك الطيبين، وسلم، وكرم، وشرف، وعظم إلى يوم الدين ).

__________

(1) الأصر: العهد الثقيل. ابن منظور، (لسان العرب) 1/152، مادة"أصر".

पृष्ठ 85