142

فإذا أتى المحرمة حيضها(1)، فإنها(2)، لا تخلو من قسمين: أما أن يأتيها بعد أن فرغت من جميع المناسك، أو قبل ذلك، فإن أتاها بعد الفراغ، فلا شيء عليها، وإن بقي عليها طواف الوداع، فإنها تقف على باب المسجد، وتوادع(3) البيت، وتدعو بما أمكنها، وتسافر مع أصحابها، و لا شيء عليها؛ لما روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها(4) قالت: خرجنا حجاجا، فأفضنا يوم النحر، وحاضت صفية(5) زوجة النبي - عليه السلام - فأراد منها ما يريد الرجل من أهله، فقالت: يا رسول الله، إني حائض، وفي رواية أخرى، فقال: نبي الله: «غفرا حلقا » (6) - وهي كلمة تفزع قريش إليها - إنك لحابستنا(7)، قالوا: يا رسول الله، قد(8) أفاضت يوم النحر، قال: «فلا إذا»، وقال آخرون: فأمرها بالصدر، وروي عن الحارث بن عبد الله بن أوس(9) عنه - عليه السلام -: «أنه نهى الحائض أن تنفر(10) حتى يكون آخر عهدها بالبيت »(11)، وعنه - عليه السلام -: «أنه نهى الحائض أن لا تنفر حتى تطوف طواف الصدر »، وإلا فعليها دم عند الأكثر(12) من علمائنا - رحمهم الله -.

__________

(1) في "ت": حيضا.

(2) في "ت": سقطت أنها.

(3) في "ت": تودع.

(4) سقطت من "ت" أنها.

(5) في "ت": حفصة.

(6) في "ت": حلقا، ومعناها: عقر الله جسدها وحلقها أي أصابها بوجع في حلقها، ابن منظور، (لسان العرب)3/285، مادة"حلق..

(7) في "ت": تحسنتها.

(8) في "ت": أنها أفاضت.

(9) الحارث بن عبدالله بن أوس الثقفي، سكن الطائف وقد ينسب إلى جده فيقال: الحارث بن أوس، وله صحبة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - روى عنه: عمر بن أوس والوليد بن عبدالرحمن الجرشي، ينظر: المزي (تهذيب الكمال) 5/214-215، وابن حجر (الإصابة) 1/674.

(10) في "ت": ألا تنفر.

(11) سبق تخريجه.

(12) في "ت": الكثيرين.

पृष्ठ 52