170

Manar Al-Qari Commentary on the Abridged Sahih Al-Bukhari

منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري

प्रकाशक

مكتبة دار البيان،دمشق - الجمهورية العربية السورية،مكتبة المؤيد

प्रकाशक स्थान

الطائف - المملكة العربية السعودية

शैलियों

٥٥ - عن أنسٍ ﵁:
عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: " يَسِّروا ولَا تعَسِّروا وبَشِّروا ولَا تُنَفِّرُوا ".
ــ
واستفادتهم من وعظه وإرشاده لا يكثر عليهم من ذلك، وإنّما يتعهدهم بالموعظة في بعض الأيام دون بعض، ويتحرى الأوقات المناسبة التي هي مظنة استعدادهم النفسي لها، وإنما كان يقتصر على الوقت المناسب " كراهة السآمة علينا " أي خوفًا على نفوسنا من الضجر والملل، الذي يؤدي إلى استثقال الموعظة وكراهتها ونفورها، فلا تحصل الفائدة المرجوة، وقد قال الشاعر:
إِنّما تَنْفَعُ المَقَالَةُ في المَرْءِ ... إِذا صَادَفت هُوىً في الفُؤَادِ
والمطابقة: في قوله: يتخولهم بالموعظة.
٥٥ - الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي.
معنى الحديث: أمر النبي ﷺ في هذا الحديث بأمرين، يتوقف على الأول منهما استقامة الإِنسان في ذات نفسه، وعلى الثاني نفعه لغيره، ونهى عن ضدهما، لما يؤدي إليه من نتائج عكسية.
أمّا الأمر الأول الذي يرتبط به صلاح الإِنسان واستقامته فهو التيسير، وضده التعسير، وفي هذا يقول ﷺ " يسروا " أي خففوا على أنفسكم بممارسة الأعمال التي تطيقونها، والاقتصاد والتوسط في نوافل العبادات والطاعات من صيام وقيام ونحوه، فأتوا منها ما استطتعم، مع المحافظة على الحقوق البدنية والنفسية والاجتماعية من طعام وشراب ولباس ونوم وراحة وزوجة وولد وغيرها، كما قال ﷺ: " إن لبدنك عليك حقًا، وإنّ لنفسك عليك حقًا، وإن لزوجك عليك حقًا، وإن لزورك -أي ضيفك- عليك حقًا " " ولا تعسروا " أي لا تشددوا على أنفسكم بتكليفها ما لا تطيق من العبادات والطاعات، وإهمال حقوق الجسد والروح وحقوق الأهل والولد

1 / 171