268

अल-मनाकिब व-ल-मतालिब

المناقب والمثالب

शैलियों

قال: من عند هذا العي البخيل الجبان.

قال: من هو هذا الذي تعني؟

قال: علي بن أبي طالب.

فسكت معاوية، فقام عمرو وقال: يا معاوية لا يسرك من يغرك.

فقال معاوية: اجلس يا أبا عبد الله فأنت كما قال الأول:

مهما تسرك من تميم خصلة

فلما يسؤك من تميم أكثر

وترك الرجل حتى إذا انصرف من كان في مجلسه من أهل الشام ولم يبق إلا عمرو قال للرجل: ويحك، أما قولك: أن عليا عي، فو الله لو لم يكن بهذه الأمة غير لسان علي لكفاها، وأما قولك: إنه بخيل، فلو أن لعلي بيتين، بيتا من تبن وبيتا من تبر، لأنفق تبره قبل تبنه، وأما قولك: إنه جبان، فهل بلغك أنه ما بارز أحدا إلا قتله، أفإلي تتقرب بالكذب؟

قال الرجل: فإذا كان كما وصفته فلم قاتلته؟

فأخذ عمرو يد معاوية وقال: على هذا الخاتم الذي من غلب عليه جازت طينته (1).

وهذا يشبه قول معاوية لأهل العراق وقد ذكرناه: إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد تأمرت.

وصدق في ذلك وصدق عمرو، أرادا الدنيا فمتعا فيها حتى حين، ومعاوية لم يدع فضلا على علي عليه السلام ولا ساوى نفسه به، فكيف يدعي ذلك له غيره أو يساوي بينه وبينه؟

وإنما تهيأ له ما تهيأ من مناصبة ما ذكرناه من حيله ومكره، وبأمور تهيأت له سنذكر ما ينبغي ذكره منها في الباب الذي يلي هذا الباب إن شاء الله تعالى.

पृष्ठ 274