239

अल-मनाकिब व-ल-मतालिब

المناقب والمثالب

शैलियों

ذكر البيان على إثبات إمامة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه

ومن دارت الإمامة عنه من ولده إليه، وتغلب معاوية بن أبي سفيان وتعديه، ومن تغلب من بعده من بني أمية وتيبب به.

قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله من تقديم علي عليه السلام وعقده الولاية له بغدير خم، وذلك ما يغني عن كل شاهد ودليل، ويكتفي به من قول الجماعة والواحد.

ثم كان من أمر هؤلاء القوم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في عقدهم الأمر لمن عقدوه ما ليس إلى ذكره والحجة فيه قصدناه فنستقصيه، ولكن لا بد أن نأتي لما أردنا بطرف منه، وأكثر ما احتجوا به في تقديمهم من قدموه تراضيهم به واتفاقهم عليه، على أن كثيرا من أشرافهم ممن كان بالحضرة من الصحابة وذي الرحم والقرابة، لم يحضر معهم فيمن حضر ولا رضي بما فعلوه ولا سلم لمن نصبوه ولا رضي بمن قدموه، فضلا عمن غاب، ثم أقام الأول الثاني باختيار نفسه دون مشورة من أحد غيره، بل أطبقوا كراهيته وأتوه، لما بلغهم استخلافه إياه فقالوا: نناشدك الله أن تولي علينا رجلا فظا غليظا.

فقال: أبا لله تخوفونني؟ إذا لقيت رسول الله أقول له: إني قد وليت عليهم خير أهلك (1).

فقدمه عليهم على كراهية منهم ولم يلتفت في ذلك إلى احتجاجهم، وهذا يدفع حجة الاختيار التي احتج بها من احتج للأول.

وجعل الثاني الأمر شورى بين ستة نفر، قصر ذلك عليهم وأخرج الرأي من أيدي

पृष्ठ 245