بلاء ومحنة وأصيب حمزة رضي الله عنه وقد مثل به، وشقت هند عن كبده فأخرجته ولاكتها.
فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله أحزنه وقال: «لئن أظهرني الله عليهم لأمثلن بسبعين منهم» فأنزل الله عز وجل عليه: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به (1) الآية، واغتم المسلمون بما أصيبوا به فأنزل الله عز وجل: أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم (2) يعني ما خالفوا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله في خروجهم عن المدينة وتخلية الرماة مكانهم، وأمر رسول الله بدفن القتلى فدفنوا في مصارعهم.
وقالت هند بنت عتبة لعنة الله عليها:
شفيت من حمزة نفسي بأحد
حين بقرت بطنه عن الكبد
أذهب عني ذاك ما كنت أجد
من لذعة الحزن الشديد المعتمد
وقالت فيه:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمه وبكر
شفيت نفسي وقضيت نذري
شفيت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري
حتى تضم أعظمي في قبري
فأجابتها هند بنت أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف:
خزيت في بدر وغير بدر
يا بنت وقاع عظيم الكفر
صبحك الله غداة الفجر
بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري
حمزة ليثي وعلي صقري
إذ رام شيب وأبوك غدري
فخضبا منه ضواحي النحر
पृष्ठ 158