मनाहिल अधबा
المناهل العذبة في إصلاح ما وهي من الكعبة
शैलियों
وفسر الجمع باثنين؛ لأنهما نوع منه كالثلاثة، أن الضمير في {فيه} وإن كان للبيت، لكن المراد الظرفية المجازية؛ لتعذر حملها على الحقيقة المستلزمة أن لا يذكر إلا ما كان دخل جدرانه، وجعلا مثالا لما في الحرم من الآيات؛ لقيام الحجة بهما على الكفار، ولإدراكهم لهما بحواسهم، وتذكيرا لهم بما اختصوا به جاهلة من احترام هذا البيت، وأمن جميع من في حرمه من كل مكروه.
وقيل: المقام نفسه مشتمل على آيات، وهي إلانة الصخرة الصماء، والغوص فيها إلى الكعبين، وإلانة بعضها دون بعض، وبقاؤه دون سائر آيات الأنبياء، وحفظه مع كثرة أعدائه من المشركين وأهل الكتاب والملاحدة.
وقيل: المراد بالمقام المناسك ونحوها، وهو بعيد جدا.
وأما سبب بناء قريش:
فهو أن امرأة جمرتها، فطارت من مجمرتها شرارة فاحترقت كسوتها، وكانت متراكمة بعضها فوق بعض، فوهنت حجارتها وتصدعت، ثم زاد ذلك سيل عظيم دخلها، ففزعت قريش، وهابوا هدمها؛ خشية عذاب يصيبهم.
فبينما هم يتشاورون في ذلك، أقبلت سفينة من الروم فانكسرت بالشعيبة، -بضم الشين المعجمة، ساحل مكة قبل جدة- فذهبوا واشتروا خشبها، وكان فيها نجار بناء، فأتوا به لبنائها.
قيل: ولما هابوا هدمها، قال الوليد: إن الله لا يهلك من يريد الإصلاح، فارتقى على ظهرها ومعه الفأس، فقال: اللهم لا نريد إلا الإصلاح، ثم هدم، فلما رأوه سالما تابعوه.
पृष्ठ 77