وقول الرسول : ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) الحديث. وهو من الأحاديث المستفيضة، رواه مسلم والترمذي والحاكم وغيرهم بألفاظ مختلفة، وعن عدد غير قليل من الصحابة الراشدين.
وقوله في رواية أخرى: ((كتاب الله وسنتي)).
ولا منافاة بين رواية لفظ: ((كتاب الله وعترتي)) وبين رواية لفظ: ((كتاب الله وسنتي))؛ لأن حفظ أهل بيت رسول الله وأتباعهم هو من أهم سنة رسول الله لقوله: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)) رواه الترمذي والحاكم في مستدركه عن ابن عباس وصححه السيوطي.
وقوله : ((أذكركم الله في أهل بيتي)) يكررها ثلاث مرات في خطبة الوداع في ضمن الحديث الطويل .
ولمزيد من التفصيل نورد هنا بعض مسائل خلافية يقضي فيها المذهب الزيدي بأصح الأحكام مستندا إلى أوضح الأدلة:
أولا: الخلاف لا يؤثر في الصلاة جماعة إذا حدث مثلا بين إمام يضم اليدين عند القيام، ويؤمن عند نهاية قراءة الفاتحة معتقدا مشروعيته، وبين المؤتم يرسل اليدين ويعتقد عدم مشروعية التأمين، فالصلاة صحيحة عند الزيدية؛ لأنه قد صح لهم أن (الإمام حاكم) والحكم يلغي مضمون الخلاف في هذه المسألة .
ثانيا: الخلاف لا يؤثر أيضا إذا كان الإمام أو المؤتم يرى وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الجهرية، ويرى المؤتم أو الإمام بمشروعية الإسرار بقراءتها في الصلاة ، فإن هذا لا يؤدي إلى فساد صلاة الجماعة بينهما.
ثالثا: الصلاة بعد إمام يوجب قصر الصلاة الرباعية على من تعدى ميل بلده مريدا أي سفر بريدا فصاعدا، من مؤتم لا يرى وجوب ذلك، أو من مؤتم يجوز التمام في الصلاة، فإن ذلك الخلاف لا يؤثر عند الزيدية على صحة الصلاة جماعة .
أما فيما كان خارج الصلاة، كالاختلاف في ألفاظ الأذان بين المذاهب ليس بمؤثر بأي وجه على صحة الجماعة أو فسادها؛ لأنه خارج عنها .
पृष्ठ 27