والعقل هو الحاكم بوجوب معرفة الرب الخالق المنعم سبحانه وتعالى وشكره على ما سخر للإنسان في هذه الحياة من هذه الأرض، وعلى ما ذلل للإنسان منها ومن معلومات مكنوناتها، وما سخر له في السماوات وما فيها من الأملاك والأنوار فيحكم بعد ذلك ويقول مقتنعا كما قال الله: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين}[الأعراف:54].
وبالعقل كرم الله الإنسان وشرفه به على من سواه من المخلوقات وميزه به عن سائر الحيوانات والأنعام.
وبالعقل امتاز الإنسان رغم ضعفه وعرف كيف يصل إلى مرتبة السمو بالعلم والفكر الذي عرف به كيف يسيطر على من دونه من الحيوانات والجمادات.
وبالعقل عرف الإنسان حريته الفكرية والعملية، فاستخدم ما سخر الله له في هذا العالم بطريقة صحة العقل وصحة إدراكه للأشياء وطبائعها ومميزاتها وما فيها من إمكانيات وطاقات مختلفة.
بالعقل عرف الإنسان أنه إنسان وأنه مميز عن غيره من الحيوانات فعلا وقدرة، ومميز عن سائر المخلوقات حوله في هذه الأرض وما حولها.
بالعقل عرف الإنسان كيفية استخدام المواد الخام المخلوقة في الكوكب الأرضي وجعلها في متناول كل العلماء صالحة للبحث والاستخبار والتجارب العلمية.
منها الوقود الذي يرفع الصواريخ والأقمار الصناعية ليرقى بها إلى ما هو بعيد عن الإنسان فيجعله يطير في أجواء السماء، ويمخر في عباب البحر، ويصعد ليبلغ مدار النجوم والأقمار.
ومنها كيفية خزن الهواء الذي مكنه من استخدام الغواصات فجعل الإنسان يغوص في الماء ويسكن الأيام الطوال في قعر البحار ليفتش عن معادن الأرض تحت الماء وعن المعلومات الخاصة بالبحار وعالم البحار.
पृष्ठ 20